24 - خطورة التسويف وأنه يفسد على العبد أمر دينه ودنياه؛ يقول ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في صيد خاطره: (إياك والتسويف فإنه أعظم جنود إبليس)، ويقول أبو حامد الغزالي كما في الإحياء: (إن التسويف يسبب أربعة أشياء: ترك الطاعة والكسل فيها، وترك التوبة وتأخيرها، والحرص على الدنيا والاشتغال بها، وقسوة القلب ونسيان الآخرة). من قوله - رضي الله عنه -: (فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ في نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ).
25 - على المسلم أن يسارع في الطاعات، ويحرص على أدائها بدون تردد. من قوله - رضي الله عنه -: (وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ).
26 - الإهمال في أداء الطاعة ثم التحسر على فواتها لا ينفع، بل الاجتهاد فيها أولى من إهمالها ثم التحسر عليها. من قوله - رضي الله عنه -: (وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ).
27 - الاحتجاج بالقدر يكون في المصائب لا في المعائب، فإذا أصيب العبد بمصيبة فيجوز له أن يحتج بالقدر عليها، أم الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي فلا. من قوله - رضي الله عنه -: (فَلَمْ يُقَدَّرْ لي ذَلِكَ).
28 - الحرص على محاسبة النفس وخاصة على فوات الطاعات. من قوله - رضي الله عنه -: (فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ في النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّى لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ).
29 - أزهد الناس في الطاعات والقربات هم أهل النفاق، الذين يلقون المعاذير كذباً وزوراً. من قوله - رضي الله عنه -: (أَحْزَنَنِي أَنِّى لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ).
30 - إعذار الله - تعالى - للضعفاء عن الجهاد في سبيله. من قوله - رضي الله عنه -: (أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ).
31 - التماس العذر للناس عند عدم أداء الحقوق. من قوله - رضي الله عنه -: (وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ). لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان مشغولاً بمسيره إلى تبوك.
32 - على القادة والمربين أن يجالسوا الناس ويخالطوهم ويسألوا عن حالهم، فهذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجلس مع أصحابه ويحدثهم ويسأل عن حالهم. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ في الْقَوْمِ بِتَبُوكَ).
33 - تفقد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأصحابه، ومنه مشروعية متابعة الداعية للمدعويين، والسؤال عنهم وتفقد حالهم. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ في الْقَوْمِ بِتَبُوكَ «مَا فَعَلَ كَعْبٌ»).
34 - على المسلم أن يحرص أن لا يجعل نفسه في مواطن التُهم. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ).
35 - عدم إساءة الظن بالناس، وإلصاق التهم بهم بدون بينة. من قوله- رضي الله عنه -: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ).
36 - خطورة الغيبة، وأنها كبيرة من كبائر الذنوب كما ذكر الله- تعالى -: وبين خطرها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. من قول الرجل عن كعب - رضي الله عنه -: (حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ).
¥