83 - من أعظم صفات أهل الإيمان الحب في الله والبغض فيه، وموالاة المؤمنين وبغض الكافرين، فمع ما بين كعب وأبي قتادة من المحبة، والأخوة إلا أنه لما صار فيه من الولاء والبراء لله ورسوله ما صار، لم يكلم أبو قتادة كعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، بل انصرف عنه. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ. فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ).
84 - جواز الذهاب إلى الأسواق، والمشي فيها حتى لو لم يكن لحاجة، مع العلم أنها من أبغض الأراضي إلى الله تعالى، وأماكن الفتن فيحذر المسلم منها. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ).
85 - الأصل في التعامل مع الكفار في البيع والشراء الجواز. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّأْمِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ).
86 - إن أعداء الله من الكفار والمنافقين لا يألون جهداً في استغلال الفرص في حرب الإسلام والمسلمين والنيل منهم. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِليَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ).
87 - على المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد، وأن يستعين بالله على تحمله، فقد يكون البلاء بالضراء، وقد يكون بالسراء، فهذا كعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تأتيه رسالة من مالك غسان، فأصبح الملوك يرسلونه، ومع ذلك يعد ذلك من البلاء، ويصبر على اللأواء. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فَقُلْتُ: لَمَّا قَرَأْتُهَا وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ).
88 - إن من أعظم أسباب الثبات على هذا الدين المفاصلة مع الباطل، وأهله. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا).
89 - جواز إحراق ما فيه اسم الله للمصلحة. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا).
90 - سرعة الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أحرج المواقف، فهذا كعب مع ما هو فيه من البلاء، يأتيه الأمر باعتزال أهله، فيسارع في الاستجابة، بل ويسأل هل يطلقها؟ فلو أمر بذلك لكان من أسرع الناس للاستجابة، فيُؤمر باعتزالها دون طلاق. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْتِينِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا).
91 - إن قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (لاِمْرَأَتِي الْحَقِي بِأَهْلِكِ) يعتبر من ألفاظ الطلاق غير الصريح، فهو من ألفاظ الكناية، لكنه هنا لا يقع لأنه لم ينو به الطلاق.
92 - جواز خدمة المرأة زوجها برضاها. من قول امرأة هلال بن أمية – رضي الله عنها -: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ: «لاَ وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبْكِ»).
93 - عدم التصريح بألفاظ الجماع أدب قرآني ونبوي، فعلى المسلم أن يستخدم الكنايات دون التصريح في هذا الباب، ويتأدب بأدب القرآن والسنة. من قوله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لامرأة هلال: («لاَ وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبْكِ»؛ قَالَتْ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ).
¥