وذكر المهندس محمد شوكت عودة أن الاقتران المركزي لشهر شوال لهذا العام سيكون يوم الجمعة الموافق 12 تشرين الثاني في الساعة 27: 14 بالتوقيت العالمي ومن المستحيل رؤية الهلال في ذلك اليوم من جميع دول العالم الإسلامي لغروب القمر قبل غروب الشمس ا. هـ
ومع هذا كله فقد رُؤي هلال شهر شوال مساء يوم الجمعة في المملكة العربية السعودية، وشوهد في أكثر من منطقة، وشهد برؤية هلال شوال مساء يوم الجمعة أكثر من عشرين شاهداً، منهم اثنان أتيا إلى نفس مكتب مجلس القضاء الأعلى في الرياض – كما أوضح لي ذلك المسؤول في مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية – وبذلك يكون شهر رمضان ناقص غير تام، ويكون يوم السبت هو أول أيام العيد، وليس كما قالوا، وبذلك يتبين أن حساباتهم ليست دقيقة إطلاقاُ، وإنما هي ظنية.
(3) ومن الشواهد المعاصرة أيضاً على ذلك أنا رأينا بعض البلدان الإسلامية تعلن الصوم والفطر بموجب الحساب الفلكي، والفارق بينها وبين البلدان التي تثبته بالرؤية يومان أو ثلاثة، فهل يكون في الدنيا فارق في الشهور القمرية الشرعية كهذه المدة.
(4) ومما يدل على اضطرابهم ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد في مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثالث لعام 1408هـ (2\ 836 - 837):
وهو التضارب الحاصل بالنتائج والتقاويم المنتشرة بحساب المعاصرين، فإنها متفاوتة مختلفة في إثبات أوائل الشهور، وما زال اختلافها حتى في الولاية الواحد، وهذا يدل على دفع يقينيته أو ظنيته الغالبة، وعلى اضطرابه، فكيف نعلق أمورنا التعبدية بحساب مضطرب؟
وهذا كله دليل مادي واضح على أن النتائج الفلكية المعاصرة في هذا ظنية وضعيفة.
(5) أن الطب – مثلاً – بلغ في العصر الحاضر من الدقة والترقي ما هو مشاهد لعموم الناس، ومع هذا فيقع لذوي البصارة فيه ومن دونهم من الخطأ والغلط ما يكون ضحيته نفس معصومة أو منفعة أو عضو محترم، هذا مع أن لوازمه مدركة بالحواس العاملة فيه من سمع وبصر ولمس، فكيف بحال الحساب الفلكي الذي ما زال عملة نادرة ولم تكن نتيجته فاشية باليقين، ولوازمه غير محسوسة، إذن فكيف يسوغ التحول من المقطوع بدلاته بحكم الشارع إلى المظنون، ومن المتيقن إلى المشكوك في نتيجته. ذكره الشيخ بكر أبو زيد أيضا.
(6) أن الحساب الفلكي المعاصر قائم على الرصد بالمراصد الصناعية الحديثة، والمرصد كغيره من الآلات التي يؤثر على صلاحية نتائجها أي خلل فني فيها قد لا يشعر به الراصد، وهذا فيه ظنية من جهة أخرى غير الراصد وهي جهة الآلة. ذكره الشيخ بكر أبو زيد أيضا.
(7) مما يدل على ظنية الحساب أنه قد شهد بذلك بعض أرباب هذا الفن – أعني الحساب الفلكي –، وممن شهد بذلك الأمين محمد كعورة، حيث قال في كتابه مبادئ الكونيات (ص 96 - 97) ما ملخصه:
" كثيرًا ما اختلفت الدول الإسلامية في بداية ونهاية شهر رمضان، والسبب الأساسي في ذلك هو ما سبق أن ذكرت من أن حركة القمر معقدة للغاية، ويكاد يكون في حكم المستحيل وضع تقويم مضبوط للشهور العربية؛ لأن مواقع الأرض والقمر والشمس لا تتكرر في فترات منتظمة، إن الحل في رأيي لهذه المشكلة هو أن يعتمد المسلمون على الرؤية، وذلك يتمشى مع الدين كما جاء في الحديث الشريف «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».) ا. هـ كلام الأستاذ فهد بن علي الحسون وفقه الله تعالى ملخصا من بحثه السابق وذكر من نتائجه: أن الحساب الفلكي لا يفيد القطع في إثبات دخول الشهر القمري، وإنما يفيد الظن.
(8) ذكر الأستاذ أبو المنذر المنياوي وفقه الله في بحثه حكم استخدام الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور:
(ظنية الحساب الفلكي وذلك للأمور الآتية فذكر منها:
نفي علماء في الفلك إفادته اليقين، كما قررته اللجنة الشرعية الفلكية بالأزهر في قراراتها المطبوعة) ا. هـ ملخصا
¥