[هل قراءة الصحابي لسورة الاخلاص نهاية كل ركعة يشكل على اصول معرفة البدع؟]
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم
حديث قراءة الصحابي لسورة الإخلاص (قل هو الله احد)، في نهاية القراءة في الركعة، يشكل على أصول أهل السنة في قواعد معرفة البدع والسنن.
بيانه:
إن العمومات الواردة في فعل الخيرات، يجب إن تبقى على عمومها بدون تخصيص لها من الشخص، فان حصل فيها تخصيص من الشخص بزمان معين أو مكان معين أو هيئة معينة، صارت بدعة، وهي ما اصطلح على تسميته بالبدعة الإضافية، وتعني إن الأمر مشروع بأصله ممنوع بوصفه، بخلاف البدعة الحقيقية فهي ممنوعة بأصلها ووصفها.
وهذا الحديث يخالف هذا التأصيل.
فان الصحابي رضي الله عنه خصص قراءة سورة الإخلاص بمكان معين أو زمان معين وهو بعد قراءة السورة في نهاية القراءة، وهذا الفعل يكون بدعة على التأصيل السابق، وهنا أمران:
الأول: إما إن ننسب الصحابي إلى فعل البدعة، وهذا فيه ما فيه!
الثاني: او نقول ان تلك القواعد غير صحيحة، وهذا مشكل!
لا يقال:
إن الصحابي اجتهد فاخطأ؟
لأننا نقول:
لو كان كذلك لما احتاج الصحابة إلى الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسألوه عن هذا الأمر، ولاكتفوا بما قام عندهم من هذه القواعد والأصول في رد البدع , ولقالوا له: ان فعلك هذا بدعة، على حسب ما تقرر عندهم.
وعدم فعلهم لذلك يشير إلى إن هذه الأصول غير مقررة عندهم. ومن ثم فهي مردودة.
فان قال قائل: الحجة في هذا بإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بفعل الصحابي؟
فالجواب: ليس هذا محل الإشكال، فان هذا أمر لا يعترض عليه.
لكن حكم فعله قبل الإقرار يكون بدعة على تلك الأصول فكيف يقدم الصحابي عليه؟
ولماذا لم ينكر الصحابة عليه قبل الإقرار إن كانت تلك الأصول صحيحة عندهم؟
فمحل السؤال قبل الإقرار النبوي.
هذا السؤال من إيرادات بعضهم، فليحرر الجواب.
بارك الله فيكم.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
لا يقال:
إن الصحابي اجتهد فاخطأ؟
لأننا نقول:
لو كان كذلك لما احتاج الصحابة إلى الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسألوه عن هذا الأمر، ولاكتفوا بما قام عندهم من هذه القواعد والأصول في رد البدع , ولقالوا له: ان فعلك هذا بدعة، على حسب ما تقرر عندهم.
وعدم فعلهم لذلك يشير إلى إن هذه الأصول غير مقررة عندهم. ومن ثم فهي مردودة ..
وعليكم السلام ورحمة الله
من باب المذاكرة
الجواب فيه نظر، أولا لأنهم أنكروا عليه، وأرادوا منه عدم قراءتها وإنما ذهبوا للنبي شاكين له.
لكن حكم فعله قبل الإقرار يكون بدعة على تلك الأصول فكيف يقدم الصحابي عليه؟
ولماذا لم ينكر الصحابة عليه قبل الإقرار إن كانت تلك الأصول صحيحة عندهم؟
أقدم عليه معتقدا جوازه، وقد أنكر عليه أصحابه ذلك ورفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ويشبه هذا ما فعله غيره من الصحابة في الاستفتاحات في الصلاة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
هل يمكن القول بأن الزمن كان زمن نزول الوحي، زمن تشريع، ولقد علموا أنه لو كان ما يفعلونه لا يرضي الله لأوحي إلى رسول الله بذلك.
وليست تلك الواقعة الوحيدة:
فهناك الصحابي الذي قال خلف النبي ذكراً في الصلاة لم يسبق أن قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعني بذلك حديث رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ
كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَنْ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ أَنَا قَالَ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ. (رواه البخاري)
ويبدو أن الصحابة كانوا يعولون على ذلك الأمر، ومن ذلك:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ (رواه مسلم)
فكما ترى أخي كانوا يعدون عدم نزول وحي يمنع من تلك الممارسة إقراراً لها أو بياناً لجوازها.
فلما كمل الدين وانقطع الوحي، عضوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواجز. وكانوا أشد الناس محاربة للبدع والمبتدعين.