تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها

د. عبدالله بن محمد نوري الديرشوري

الملخَّص:

خَصَّصَتْ جامعات المملكة لكليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية وحدات دراسية، تقدِّم من خلالها الثقافة الإسلامية التي تراها مناسبةً وضروريةً لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية؛ ليَمْلِكَ الطالب الرؤية الصحيحة لدينه، عقيدةً وأخلاقًا، وشريعةً ونظامَ حياة، وليُدرك كمال الإسلام وصلاحيته لكل مكان وزمان.

وقد أسهمت هذه المقرَّرات بصورة كبيرة في توجيه الطلاب وتربيتهم التربيةَ الإيمانية والسلوكية الصحيحة، غير أنَّ هذه المقرَّرات لم تفلح في تحقيق أهدافها كما ينبغي؛ لوجود خلل أو قصور متعدِّد الجوانب، منه ما يرجع إلى الخطَّة الدراسيَّة، ومنه ما يرجع إلى الكتاب المقرَّر، ومنه ما يرجِعُ إلى المدرِّس، ومنه ما يرجع إلى الطالب، ومنه ما يرجع إلى إمكانات الجامعة.

ويقدِّم الباحث في هذه الورقة عرضًا لِتِلْك الجوانب، ثم يضع رؤيته لكيفية معالجتها من خلال توصيات ومقترحات.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتَمَّان الأكملان على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، ومَنْ تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

المقدمة:

بادئَ ذي بَدْءٍ؛ لابدَّ من الإشادة بجهود أولئك الأخيار الذين كانوا وراء إدخال مساقات الثقافة الإسلامية في الخِطَطِ الدراسيَّة لما بعد المرحلة الثانوية، من جامعات وكليات مجتمع أو معاهد، امتدادًا لما كان قد بدأه الطالب في مسيرته التعليمية منذ مراحلها الأولى، واستجابةً لما ورد في سياسة التعليم في المملكة، من أن (العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم، الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه، والثقافة الإسلامية أساسية في جميع سنوات التعليم العالي).

كما أنه لابدَّ من شكر ولاة الأمر والمسؤولين القائمين على إدارة التعليم في المملكة على تبنيهم لهذه الخطوة الرائدة، وحرصهم على تطبيقها؛ بل سعيهم الدءوب إلى تطويرها؛ بحيث تحقِّق أهدافَها وغاياتها على أكمل وجه وأتمِّه.

وما هذه الندوة وندوة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي تُعقد في هذه الفترة - إلاَّ الدليل العَمَلِيّ الصادق الذي يجسِّد هذا الحرص ويبرهن عليه.

ونُهِيبُ بولاة أمور المسلمين عامَّةً، والقائمين منهم على مؤسسات التعليم خاصَّةً، في شتى أصقاع عالمنا الإسلامي - أن يسيروا على هذه الخطا، وفي هذا الاتجاه.

أقول هذا لأنَّ الَّذي يَحْدُث في معظم أرجاء عالمنا الإسلامي يختلف بصورة كبيرة عن الذي نلمسه هنا!

نعم؛ الذي يحدث هناك هو أن كثيرًا من هذه الدول تجعل مقرَّرات الثقافة الإسلامية مساقات اختيارية - على قِلَّة ساعاتِها التي تتراوح بين ساعتين وأربعة – الأمر الذي يُشعِر الطالب والمدرِّس بأنها مقرَّرات ثانوية ترفيهية؛ بل ربما شعر الطالب بأنه متفضِّل على المدرِّس وقِسمه أو كليته الشرعية عندما وقع اختياره على هذه المقرَّرات دون غيرها مما كان يمكنه أن يختارها؛ كمقرَّرات الفلسفة أو الحضارة أو التاريخ أو القانون .. هذا فضلاً عن تلك الدول التي تقرِّر ثقافات أخرى قوميَّة أوِ اشتراكيَّة، لا تمتُّ إلى ديننا وعقيدتنا بصِلة؛ بل من شأنها أن تفسِد ولا تصلِح، وتهدم ولا تبني.

ولا رَيْبَ أنَّ الثقافة الإسلامية هي حصن الأمَّة المنيع، الذي على أسواره تتحطَّم جميع دعوات التغريب والحداثة والإذابة، وهي هُوِيَّة الأمَّة التي من دونها سيكون مصيرُها الضياعَ والتلاشيَ، وهي الوعاء الذي يحمل فِكرها وعقيدتها وقِيمها ونظرتها للحياة، وتربط ماضيها بحاضرها وتصلهما بمستقبلها، إنها سرُّ تميُّزها عن غيرها من الأمم والثقافات. ومن ثَمَّ كانت أهميتُها عظيمةً وشأنُها خطيرًا.

مقرَّرات الثقافة الإسلاميَّة في جامعات المملكة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير