ـ[أبوعمار العدني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:38 ص]ـ
أخانا ناصر: كان العدد الأول بعنوان (مهلاً ياصاحب التوسل) وهي عبارة عن مطوية فيها الرد على شبه الصوفية في مسائل التوسل، وقد ضممتها في كتابي (حاوي الطويات) وهو مطبوع.
ـ[المعلمي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله ناصر العلي:
أنا أفضّل أن نأتي على كلّ الاحتمالات التي قد يوردها المخالفون في هذا الموطن لدحضها واستخراج أجوبة جديدة ..
لاشك أخي الفاضل أن هناك تسالم لدى أهل هذه الملة بأن المشرّعْ هو الله سبحانه وتعالى فهو الذي يستحسن العبادات والأوقات والأماكن والأزمنة، ولامدخلية لنا لافي تخصيصها بعبادة ولا في تحديدها.
لكن جرت الشبهة في جواز تخصيص يوم أو ساعة أو مكان بشيء من الإعتبار والاهتمام ثم ينقسم هذا الاعتبار والإهتمام إلى مامقاصده الآنية أوالغائية القربات، وما مقاصده إظهار الفرح والسرور بقوة العوائد لا بقوة العقائد ..
ولكن لماكان الإسلام هو دين المخصصين لمثل هذا اليوم بنوع من الاعتبار أخذوا يعبرون عن هذا الاعتبار بالشكر والامتنان للخالق بطرق تعبدية شتى، ليس لاعتقادهم بمزية ذلك اليوم عن غيره من الأيام أو تلك الساعة عن غيرها من الساعات،بل لأجل اعتبارات أخرى مقررة عقلا وشرعا، مثل حسن الثناء والشكر للمنعم عند حلول الأفراح،كالخطبة،والزواج، والولادة، والنجاح، والعودة من السفر، أوغيرها مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " ثم الإنابة والصبر والدعاء عند الأحزان، ومفارقة الأهل، والمصائب.
وهذه لاشك أنها تنتظم في طول العبادات وسلكها، لكن هذه العبادة تبعية بملاك أصل آخر غير اليوم أو الساعة أو المكان التي أُحدثت فيه.
ننظر إلى المولد النبوي بلحاظ التقسيم السابق هل هو من العوائد أم من العقائد؟
الذين يحتفلون بالمولد النبوي مقرون بأنه حادث وأن الرسول لم يأمر به ولا صحابته، لكنهم لايقرون بأنها عبادة مُمَحّضة، حيث يقولون أن الاحتفال في أصله من المسكوتات سواء كان الاحتفال بعيد ميلاد الرسول أو بعيد ميلاد مشخص أو بقدوم غائب أو بتخرج أو غيرها.
بقي لدينا العبادات التي تحدث في مثل هذا اليوم، هل يعتقدون بمزيتها على غيرها من الأيام أم يعتقدون بأهمية المشاكلة والمناسبة، أي: لما كان الإحتفال إحتفالا بشخصية دينية كالنبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن من المناسب الحديث عن ضحايا هورشيما، أو طيب هواء فينا،أو نظرية أرشميدس، وإنما المناسب ذكر سيرته وهديه من باب التناسب والتجانس.
وقد يساعدهم في هذا الإيراد أن الاحتفالات سواء كانت باليوم الوطني أو الاحتفال بأربعينية شخصية معينة أو مرور زمن على كذا، يحدث فيها نوع من التذكير بهذا الحدث أو الشخصية ومدى تأثيرها في محيطها، وذلك بذكر ما يميزها من الخصائص عن غيرها من باب المناسبة العقلية ..
ولو أن كل احتفال احتاج في تقرير العبادات الواردة فيه إلى نص، لما أمكننا قراءة آية واحدة في هذه الاحتفالات، بل ولكانت جميعا من باب البدع المحدثة.
وعلى كل هذه هي أقوى الشبه التي يتمسكون بها.