تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي يظهر لأن مقام المصلي - خاصة في نافلة الليل – مقام تفصيل في الثناء، فليس الأمر كالفريضة يتقيد المأموم بالإمام، بل هو أمير نفسه.

ثم إن هناك سببا آخر فيما يظهر لي، وهو أن القيم قد لا يكون مالكا، وقد لا يكون المالك ملِكاً، فجمع بينها في هذا الدعاء ليُظهر عظمة الله سبحانه وتعالى، وأنه قيم ومالك وملِك، وهو أهل لذلك سبحانه وتعالى.

الفائدة العشرون ومائة:

حتى الجمادات شملها قيومية الله سبحانه وتعالى \" السموات والأرض ومن فيهن \" فلم يخرج من هذه الصيغة شيء.

الفائدة الحادية والعشرون ومائة:

قوله: \" السموات والأرض \" يشمل العالمين العلوي والسفلي وما بينهما.

الفائدة الثانية وعشرون ومائة:

جمع هذا الدعاء أعلى أنواع المدح لمقام الرب سبحانه وتعالى، فكل هذا الدعاء مدح وثناء، ويزيد على الأنواع الأخرى في كثرة تفصيلاته.

الفائدة المائة والثالثة والعشرون:

الحديث يربي الالتجاء والاعتصام بالله وطلب الحاجات إليه لأنه هو القيوم على السموات والأرض ومن فيهن.

الفائدة المائة والرابعة والعشرون:

هذا النوع من دعاء الاستفتاح يدل على أن الصلاة نور، ولهذا يستفتح المصلي ربه بأنه نور السموات والأرض ومن فيهن، ونور الصلاة قد يكون حسيا، وقد يكون معنويا يرزق من خلاله المصلي المحافظ على صلاته نور البصيرة، ويؤيده عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: \" الصلاة نور \".

الفائدة المائة والخامسة والعشرون:

بالعلاقة بين قول المستفتح بهذا الدعاء: \" أنت قيم السموات والأرض \" وبين الصلاة نستطيع القول بأن الصلاة تعين على قضاء الحاجات وتيسيرها، والله سبحانه وتعالى شكور لعباده.

الفائدة المائة والسادسة والعشرون:

هذا النوع من الدعاء يعالج أمراض الشكوك وضعف اليقين، ولهذا ختمت أغلب عباراته بقوله: \" حق \".

الفائدة المائة والسابعة والعشرون:

الحديث يربي على الإيمان بالغيب وهو أحد الأركان التي لا يقوم الإيمان إلا بها، فالإيمان بالله ووعده وقوله ولقائه وأنبيائه والساعة؛ كلها من أمور الغيب.

الفائدة المائة والثامنة والعشرون:

ذكر في الحديث الوعد ولم يذكر الوعيد؛ وذلك لأن الله غفور رحيم، يعفو ويصفح، أما وعده فكائن لا محالة بإذنه تعالى، وفي هذا تربية على حسن الظن بالله.

الفائدة المائة والتاسعة والعشرون:

قوله: \" وبك خاصمت \" يحتمل أمرين:

أ ـ أن خصومة المؤمن لغيره تكون في ذات الله، لقوله: \" وبك \" حيث قصر خصومته بالله، أي لأجل الله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتقم إلا إذا انتهكت محارم الله.

ب ـ ويحتمل أن خصومة المؤمن ومحاجته للآخرين، وظهوره عليهم بالحجة والبرهان مستمدة قوتها من الله وإعانته لعبده المؤمن، لقوله: \" وبك خاصمت \" أي بإعانتك خصمت أعدائي.

فشملت هذه الجملة الحجة بالبرهان والسنان.

الفائدة المائة والثلاثون:

قوله: \" وإليك حاكمت \" أي تحاكمت، وهي مناسبة جدا لما قبلها، من قوله: \" وبك خاصمت \" فإن المخاصمة بمعنييها تحتاج إلى حَكَم بين المتخاصمين، والله سبحانه أحكم الحاكمين.

الفائدة المائة والحادية والثلاثون:

قوله: \" وإليك حاكمت \" تدل على أنه لا حاكم إلا الله، ولا يتحاكم إلا إلى شريعته، وبالمقابل تبديل شريعته يعتبر تحاكما لغيره، قال الإمام النووي شارحا \" إليك حاكمت \" قال: \" أي من جحد الحق حاكمته إليك، وجعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها، فلا أرضى إلا بحكمك، ولا أعتمد غيره \" ().

الفائدة المائة والثانية والثلاثون:

في الحديث قدم \" إليك، وبك، وعليك \" لإفادة التخصيص والحصر ()، فكأن المستفتح بهذا الدعاء حصر إسلامه وإنابته ومخاصمه ومحاكمته لله وبالله، وهذا يفيد النفي عن غيره.

الفائدة المائة والثالثة والثلاثون:

قوله: \" وبك خاصمت \" يعطي المؤمن الثقة بربه، والقوة في حجته، لأنه يعتمد في حجته وقوته على إعانة ربه، واستشعار ذلك يعطيه دافعا في مواصلة المقارعة بالحجة وعلى سلامة النية.

الفائدة المائة والرابعة والثلاثون:

في قوله: \" وبك خاصمت \" توجيه لطيف لمن يقوم بمحاجة الأعداء بالبراهين أن عليه أن ينطق بنية صالحة، يجعل همه نشر دين ربه، وصد من حال بين الله وبين عباده، وعلى قدر نيته الصالحة يكون توفيق الله له في مخاصمته به، والله أعلم.

الفائدة المائة والخامسة والثلاثون:

قوله: \" أنت المقدم وأنت المؤخر \" تحتمل أمورا:

أ ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لطاعته، ويؤخر آخرين.

ب ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لثوابه، ويؤخر آخرين.

ج ـ أنها بمعنى الأول والآخر، وهما اسمان من أسماء الله الحسنى معناهما: أنه ما من متقدم إلا والله قبله، ولا من متأخر إلا والله بعده، يرث الأرض ومن عليها سبحانه.

ويظهر لي والله أعلم أن المقدم والمؤخر يشمل الأقوال جميعا، فالله هو الذي يقدم من يشاء من عباده لطاعته، وبالتالي للثواب، ويؤخر من يشاء وبالتالي يستحقون العقاب، كما أن الله سبحانه وتعالى المقدم لعباده لكل خير هو مقدم عليهم فهو الأول، والآخر.

الفائدة المائة والسادسة والثلاثون:

قوله: \" وما قدمت وما أخرت \" ثم قال: \" وما أسررت وما أعلنت \" ليشمل ذلك جميع الذنوب في أي زمان سواء أكان متقدما أم متأخرا، وجميع الأماكن سواء أكان سرا أم علانية، ولهذا يعتر هذا الحديث من جوامع الدعاء.

الفائدة المائة والسابعة والثلاثون:

قوله: \" وما أنت أعلم به مني \" دليل على أن الإنسان يفعل أعمالا لا يعدها ذنوبا، ومع ذلك قد تحجب عنه مناجاة الله، وهذا يربي في نفس المؤمن دوام الاستغفار.

كما يمكن أن يضيف إلى رصيد علم المؤمن أن المحاسبة تتعدى مواطن الذنوب لتصل إلى ما لا يظنه الإنسان ذنبا، وهذا من قوله \" وما أنت أعلم به مني \".

يتبع. . .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير