وهذا كافٍ في الرد عليه؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً إطلاقاً من الخير إلا دلنا عليه: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس:32] إذاً: كل الذي يفعله ما لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام كأنما قال: أنا أفعل شراً.
وإما أن يقول: نعم.
فتسأله الدليل، ولا دليل.
-البدعة الإضافية
11 - البدعة الإضافية (2) أكبر محنة على المسلمين و السبب أن لها وجهين: - وجه يطل على الشرع.
،ووجه آخر يطل على البدعة مثل الخط الذى يرسم فى المساجد لتسوية الصفوف
فشد الخيط على الأرض جاء بسبب إهمال الأئمة لأن تسوية الصفوف مسئولية الإمام فلما أهمل الإمام مهمته ظهرت هذه البدعة.
العلماء يقولون: كل حكمٍ كان له مقتضىً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فلا يجوز لنا أن نفعله، مثل: شد الخط: كان مقدوراً له أن يفعل؟ نعم.
كان هناك مقتضى للفعل؟ نعم.
وهو تسوية الصف.
هل فعل؟ لا.
إذاً: لا يجوز أن نفعل، إذ لو كان خيراً لفعله.
وهذا أيضاً مثل الاحتفال بالمولد النبوي، والرسول عليه الصلاة والسلام مات عن ثلاث وستين سنة فقد أمضى حياته المباركة مع كل الصحابة، ومع ذلك فلم يحصل مرةً واحدة أن جمع أصحابه في يوم مولده، وخطب فيهم خطبة، أبداً.
هل جمعهم في يوم مولده كان مقدوراً له أم لا؟ - كان مقدوراً.
- هل هناك مقتضىً للجمع؟ نعم.
وهو العظة.
هل جمعهم؟
الجواب
لا.
إذاً: هذه بدعة.
بين البدعة والمصلحة المرسلة
فأنت تعرف أن هذا قيد في الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة.
ما هي المصلحة المرسلة؟ هي: شيءٌ فيه مصلحة، وليس هناك نهي خاصٌ عنه، ولم يكن له مقتضى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
نحن عندما نقف عند إشارة المرور، أو شرطي المرور: هل كان مقدوراً للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفعله؟ لا.
هل كان هناك مقتضىً للفعل؟ لا.
هل تحقق لنا مصلحة؟ نعم.
هل هناك نهي عنها؟ لا.
إذاًَ: هذه مصلحة مرسلة.
-الحديث عن المبتدع
12 - الفرق بين الترجمة للمبتدع والتحذير منه
إذا كنا في باب الترجمة فإننا نذكر ما له وما عليه، ونترجم ترجمة محضة.
ولكن إذا أنا سُئِلتُ عن رجلٍ في بدعته فأنا لا أذكر محاسنه، فمثلاً: إذا اقترض رجلٌ منك مالاً فأكله، ليس فيه إلا هذا العيب؛ لكنه مُصَلِّ ورجلٌ صوَّام وقوَّام، ورجل حسنُ الأخلاق، ويساعد الملهوف، ورجل كريم؛ لكن الإشكال عنده أنه إذا اقترض منك مالاً فانْسَهُ.
فإذا جاءني رجلٌ يقول لي: والله إن فلان الفلاني يريد قرضاً! فهل أقول له: هو ورعٌ زاهدٌ عابدٌ، وأذكر له هذه المسائل؟! هذا الكلام ليس له أي معنى ولا أي قيمة، إنما قال لي: هذا الرجل يريد أن يقترض مني مالاً أفأعطيه؟ فأقول له: إياك أن تعطيه! فهناك فرقٌ بين الترجمة: أن نترجم لفلانٍ من الناس فنذكر محاسنه ومساوئه كما هو عليه أهل السنة وأهل الحديث.
14 - التكلم في أهل البدع واجب؛ لكنه يحتاج إلى ذكاء، فهناك بعض الناس لا يراعون مصلحة الكلام في أهل البدع، فواقعنا يختلف عن واقع السلف
فالبيئة تختلف، فهناك في بعض الأماكن بيئةٌ المبتدعةُ لهم فيها ظهور، ولهم صولة كبيرة، ولو وقف هذا الرجل السني في مقابل هؤلاء وجابههم قطعوا لسانه، وضيعوا حلقته، وأخذوا منه مسجده، فهل هذه حكمة أن يقف في مقابلهم، فيأخذون منه المسجد ويمنعونه من الكلام، ويحظرون عليه؟! هذا ليس من الحكمة، بل الصواب: أن يستمر هذا الرجل ويحاول بلطف وذكاء أن يطيل عمر دعوته، لا سيما إذا كان فرداً واحداً، وكان له تأثير وكان مباركاً.
والمسألة كلها مربوطة بالمصلحة والمفسدة كمسألة عدم هدم النبى عليه الصلاة والسلام للكعبة.
مسألة مراعاة المصلحة والمفسدة في التحذير من البدعة مهم، وليس هذا تهوين من شأن البدعة، بل يجب إنكار البدع؛ ولكن هذا الوجوب يختلف من مكانٍ إلى مكان، ويختلف من رجلٍ إلى رجلٍ.
(1) الحديث رواه البخاري في صحيحه، وصححه كذلك الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أرسل ملك الموت على موسى عليه السلام فقال له: أجب ربك، فصكَّه ففقأ عينه، فصعد إلى الله عز وجل وقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، فرد الله عليه بصره، فقال: ارجع إلى عبدي، فقل له: آلحياةَ تريد؟! ضَعْ يدك على متن ثورٍ، فلك بكل شعرةٍ مسَّتها يداك سنة، فقال موسى: أي رب! ثم ماذا؟ قال: الموت! قال: فالآن).
(2) -سميت بدعة إضافية، بمعنى: أنها تضاف للشرع بدليل عام، بخلاف البدعة الحقيقية التي لا أصل لها مثل صلاة الرغائب في رجب.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[20 - 08 - 08, 08:38 ص]ـ
قل أن تجده مثله فى هذا الزمان جمع بين التمكن فى علمه ودعوته إلى الله بإسلوب سلس وسهل إلى جانب دفاعه المستميت عن السنة والصحابة وعن الدين عموما أمام العلمانيين وغيرهم من أعداء الدين،
نعم والله اننا نحبه في الله
ما سمعت له الا استفدت منه كثيرا
حفظه الله تعالى
¥