تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: (إلا من أفطر بجماع في الفرج فإنه يقضي ويعتق رقبة ... ) إلى آخره أفادنا المؤلف -رحمه الله تعالى- أن من أفطر بجماع فإنه يجب عليه القضاء ويجب كذلك كفارة مغلظة ويجب عليه أيضاً التوبة. فإذن: من جامع في نهار رمضان يجب عليه ثلاثة أمور:

الأمر الأول: التوبة.

الأمر الثاني: القضاء.

الأمر الثالث: الكفارة المغلظة.

والكفارة المغلظة هي كفارة الظهار وهي كما قال المؤلف: (عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً) وعتق رقبة هل يوجد الآن رقاب هل يوجد في الوقت الحاضر إعتاق رقيق؟

في أفريقيا يوجد

على كل حال لا يوجد الآن رقيق إلا ما ذكر أنه في بعض الدول الإفريقية أنه يوجد كموريتانيا- والله تعالى أعلم- بشرعية هذا الرق لكن على كل حال ذكر بعض العلماء من تلك البلدان أنه يوجد لديهم رق شرعي فإذا تحقق من أنه رق شرعي صحيح فإنه يجزئ الإعتاق فإن لم يجد أو لم يستطع أن يعتق رقبة أو أنه مستطيع لكنه لا يجد رقاباً فإنه ينتقل إلى الصيام, صيام شهرين متتابعين والتتابع هنا واجب لابد منه ولذلك لو أنه صام ثمانية وخمسين يوماً ثم أفطر فيجب عليه أن يعيد الصيام من جديد فلابد من التتابع في الصيام وبعض الناس عندما يؤمر بصيام شهرين متتابعين يقول: إنه لا يستطيع لكن عندما يسأل هل تستطيع صيام شهر رمضان؟ يقول: نعم، إذن: ما دمت تستطيع صيام شهر رمضان فأنت تستطيع صيام شهرين متتابعين ولكن فيه مشقة لا شك أن صيام شهرين متتابعين فيها مشقة هذه المشقة لابد من أن يحتملها هذا الذي وقع في المعصية يعني لا شك أن صيام شهرين متتابعين فيها مشقة ولكن أيضاً المعصية التي وقع فيها هذا الإنسان كبيرة مادام أنه يستطيع أن يصوم شهر رمضان معنى ذلك أنه مستطيع أن يصوم شهرين متتابعين ولكن بعض الناس لأجل هذه المشقة يقول: أنا لا أستطيع مع أنه في حقيقة الأمر مستطيع ولكن المفتي يدين هذا السائل بينه وبين ربه إذا قال: لا أستطيع نقله إلى الإطعام، وليس له أن يحقق معه ويقول: لا .. بل أنت تستطيع لأن أمور العبادات الإنسان مؤتمن فيها فإذا قال: لا أستطيع فإن المفتي ينقله إلى الإطعام لكن ينبغي أن ينبه من يقول مثل هذا بأن من كان مستطيعاً لصيام شهر رمضان فمعنى ذلك أن عند القدرة على صيام شهرين متتابعين لكن يلحقه مشقة وهذه المشقة لابد منها, صيام شهرين متتابعين لاشك أن فيه مشقة لكن لو قدر أنه لا يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين فإنه ينتقل إلى الإطعام يطعم ستين مسكيناً والأصل في هذا هو قصة ذلك الرجل (الذي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: هلكت هلكت) وهذا يدل على أنه يعرف تحريم الجماع في نهار رمضان ولذلك قال: (هلكت, هلكت يا رسول الله. قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال: هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا.) وفي رواية: (قال: وهل أوقعني إلا الصيام. قال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟ قال: لا.) وفي بعض الروايات أنه قال: (يارسول الله على أفقر مني؟!! ووالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا. فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتي -عليه الصلاة والسلام- بعرق فيه تمر) والعرق: هو مكتل يسع نحو خمسة عشر صاعاً (فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيه تمر فقال: أين السائل؟ قال: خذ هذا فأطعمه أهلك).

فدل هذا الحديث على أن هذه هي الكفارة كفارة الجماع في نهار رمضان ولنا وقفة هنا مع هذه القصة في الصحيحين كيف تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع هذا الرجل الذي أتى تائباً نادماً خائفاً يقول: (هلكت هلكت) لم يعنفه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يوبخه وإنما أرشده فقط إلى الكفارة ويستفاد من هذا أنه إذا أتى الإنسان تائباً فينبغي ألا يعنف وإنما يرفق به لهذا أتى هذا الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: (هلكت هلكت) وخرج ومعه طعام يطعمه أهله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير