* قال الشوكاني رحمه الله: وَالْأَحَادِيث الْمَذْكُورَةُ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْقُنُوتِ بِهَذَا الدُّعَاءِ الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَتْ الْعِتْرَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَبَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ. اهـ
** أما النووي رحمه الله فقال: في المجموع: يستحب أن يقول بعد الوتر ثلاث مرات سبحان الملك القدوس وأن يقول اللهم انى اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك ففيهما حديثان صحيحان في سنن أبي داود وغيره. اهـ
وهذا ما يبدو من فعله في الأذكار حيث ذكر هذا الحديث بعد حديث (سبحان الملك القدوس) الذي يقال بعد السلام.
وكأن النووي تبع ترتيب البيهقي في الكبرى فهو يشبهه.
... قال الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول في (بغية المتطوع في صلاة التطوع)
لكن أخرج هذا الحديث النسائي من كتاب " عمل اليوم والليلة" وكذا ابن السني باللفظ التالي
[وذكر الحديث الثاني].
وهذه الرواية فيها تعيين موضع هذا الدعاء، وهو ما بوب عليه النسائي في كتابه "عمل اليوم والليلة"، حيث قال: " باب ما يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه". اهـ
الذي يظهر أن النسائي بوب تبويبين , فالحديث الأول تبويبه (ما يقول في آخر وتره) - راجع كلام السندي - والحديث الثاني تبيوبه (باب ما يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه) , وجعل مورد الحديثين مختلفاً ولكل منهما موضعاً, أما ظاهر تبويب الأئمة فهم جعلوه من الدعاء في الوتر وفي آخره , وهذا ما فهمه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله فيما يظهر.
أما البيهقي والنووي فكما مرّ فقد جعلوه بعد السلام.
وأما ابن القيم والألباني – رحم الله أئمتنا جميعاً – فقد جعلوه على التخيير.
ويبقى للبحث مجال في صحة الحديث الثاني الذي من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ , عَنْ عَلِيِّ.
أما حديث (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) فقد جاء صريحاً أنه بعد السلام
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ فِي الْوِتْرِ قَالَ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ.
وفي لفظ (فإذا فرغ من وتره)
كما عند أبي داود والنسائي وغيرهما.
والله تعالى أعلم.
فما رأي مشايخنا الكرام
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 08 - 08, 08:36 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
أخطأت وأصبتم وقد كتبت ما كتبت سابقا واتكلت فيه على الحفظ
والذي دفعني إلى ذلك ما ذكره غير واحد من أهل العلم من عدم ثبوت شيء في قنوت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الوتر
ومما فاتكم - نفع الله بكم ورفع قدركم -
أن ابن أبي شيبة - رحمه الله -
ذكر الحديث في موضعين ففي الموضع الأول بوب
(مَا يَقُولُ الرَّجُلُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ) وقد أشرتم إليه
والموضع الثاني
(ما يدعو به الرجل في آخر وتره ويقوله)
حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
حدثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن زر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أمه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر ويقرأ في آخر صلاته إذا جلس سبحان الله الملك القدوس ثلاثا يمد بها صوته
حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثنا أبي عن الأعمش عن طلحة عن زر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر صلاته سبحان الملك القدوس ثلاثا
)
انتهى
وكما ترون ذكر ابن أبي شيبة الحديث في الموضع الثاني باللفظ المشهور
دليل على أن الخلاف قديم
فحتى ولو لم يصح الحديث الصريح (الثاني) فالاحتمال قائم
والله أعلم بالصواب
وأما قول صاحب المغني - رحمه الله -
(وَعَنْهُ لَا يَقْنُتُ فِي صَلَاةٍ بِحَالٍ.
وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى هِيَ الْمُخْتَارَةُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأَصْحَابِ.
وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ، فِي رِوَايَةِ الْمَرُّوذِيِّ: كُنْت أَذْهَبُ إلَى أَنَّهُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ إنِّي قَنَتُّ، هُوَ دُعَاءٌ وَخَيْرٌ.
وَوَجْهُهُ مَا رُوِيَ عَنْ أُبَيٍّ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ، فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ}.
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: {اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ}.
وَكَانَ لِلدَّوَامِ،)
انتهى المقصود منه
وهذا محل بحث
¥