تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفتاوى 28/ 527).

وأما مقارنة المؤلف حفظه الله قول الحسن:"أهل البدع بمنزلة اليهود والنصارى" بقول الإمام ابن تيمية حين سئل عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الرافضة: "كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد ? فهو خير من كل من كفر به" ليثبت أن كلام الإمام ابن تيمية هو الأصل، وأن قول الحسن قيل في ظروف معينة وبهذا يرفع التناقض بين القولين فهذا كله فيه نظر؛ إذ لا تناقض أصلا بين القولين لا في الظاهر ولا في الباطن، لأن الحسن لم يفضل اليهود والنصارى على أهل البدع، ولأن أهل البدع الذين هم بمنزلة اليهود والنصارى هم أهل البدع المكفرة، والإمام ابن تيمية أراد بالمبتدعة والرافضة هنا من لم يصل إلى حد الكفر كما هو صريح عبارته السابقة. وأما قوله:" فإن اليهود والنصارى كفار كفرا معلوما بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له لم يكن كافرا به، ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم" فتعليله الأمر بأن كفر اليهود والنصارى معلوم بالاضطرار من دين الإسلام يدل على أنه لا يريد بجوابه هذا المبتدعة أوالرافضة الذين شاركوا اليهود والنصارى في كفر معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، بدليل ماتقدم في كلامه السابق في ذم الروافض ومافيهم من الردة عن شرائع الدين، وبدليل أنه ذكر في الصارم المسلول أن من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أن له تأويلات تسقط الأعمال المشروعة فلا خلاف في كفرهم، وقال: وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم [يعني الصحابة] ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضا عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين؛ فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الأقوال فإنه يتبين أنه زنديق وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم.

(الصارم المسلول 3/ 1111).

ويؤيد ذلك أيضا أن الإمام ابن تيمية ذكر في أول منهاج السنة قول الشعبي في تفضيل اليهود والنصارى على الرافضة مقرا له، وهو: وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين، سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا يثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، ولا تجاب لهم دعوة. (منهاج السنة النبوية 1/ 27).

وقد صرح شيخ الإسلام في بعض المبتدعة بأشد مما قاله الحسن رحمه الله، فالحسن ذكر أن أهل البدع بمنزلة اليهود والنصارى، أما شيخ الإسلام فصرح في بعض المبتدعة من أهل القبلة بأنهم أكفر من اليهود والنصارى، وفيما يلي بعض الأمثلة:

قال الإمام ابن تيمية: القرامطة هم فى الباطن والحقيقة أكفر من اليهود والنصارى.

(مجموع الفتاوى 35/ 143).

وقال: هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم. (مجموع الفتاوى 35/ 149).

وقال: وقد بينا أن المحتجين بالقدر على المعاصي إذا طردوا قولهم كانوا أكفر من اليهود والنصارى وهم شر من المكذبين بالقدر. (منهاج السنة النبوية 3/ 231)

وقال: وهذا دأب الرافضة دائما يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك، فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين. (منهاج السنة النبوية 3/ 374).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير