تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتحذير منه في نحو ثلاثين صفحة، ثم ذكر من يترك الرد عليهم، وذكر أصنافا يجمعهم اتباع الهوى والإعراض عن الحق، وذكر أنهم لايرجعون عن باطلهم غالبا، وذكر مفاسد الرد عليهم، ومثل بأمثلة متعددة كثير منها أو أكثرها لأهل البدع والأهواء واستغرق ذلك أكثر من ثلاثين صفحة، وبعد هذا كله يفاجأ القارئ بمبحث (الرد لايعارض الألفة)، وتكلم فيه المؤلف باختصار دون تفصيل، وأغلب ماذكره فيه هو مايتعلق بالخلاف والردود بين أهل السنة والجماعة في المسائل العلمية، وكان ينبغي أن يذكر المؤلف هذا المبحث في أول الكتاب في ص 30 بعد أن ذكر النوع الأول من أنواع الخلاف، وهو ماكان محتملا لوجود مايبرره، وهو الخلاف المعتبر، فقد ذكر المؤلف هناك مبحثا بعنوان "الأدب المتعين إزاء هذا النوع من الخلاف "، وذكر أنه ينبغي إحسان الظن بالمخالف، ولا يجوز بحال أن يكون الخلاف سببا لتبادل التهم، أو استحلال الأعراض .... إلى آخر ماذكره هناك وهو مرتبط غاية الارتباط بمبحث "الرد لا يعارض الألفة" الذي ذكره في 162، ففصله عنه وتأخيره بعد أبحاث كثيرة كان أكثر الحديث فيها عن أهل البدع والأهواء يجعل القارئ يشعر أن المقصود من ذلك الألفة بين أهل السنة وأهل البدع والأهواء، والألفة بين المسلمين والكفار لأن المؤلف ذكر في ص 159أن الرد والجدال والمناظرة يكون مع غير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام، فهل هناك ألفة ومحبة للكفار؟!

وهذا غير مراد، لكن المؤلف لم ينبه عليه سوى ماجاء في آخر كلمة الإمام ابن تيمية، والتي خلا منها المختصر الذي اختصر المؤلف فيه كتابه، وهذا التنبيه لا بد منه، فالألفة والمحبة بين أهل السنة وأهل البدع ليست مطلقة، فإن كانت بدعتهم لم تخرجهم من الإسلام فإنهم يحبون لإسلامهم ويبغضون لبدعتهم، وإن كانوا قد خرجوا ببدعتهم من الإسلام فلا ألفة، وأما الكفار فلا ولاء لهم مطلقا، كما هو معروف في أبواب الولاء والبراء، وكما ذكره المؤلف في حديثه عن تعليل مجانبة السلف للمبتدعة في ص 42، فكان ينبغي أن ينبه على هذه المسألة في حديثه عن الألفة هنا.

وهذا آخر ما اتسع وقتي للتعليق عليه، ولم أقصد الاستقصاء، فأسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن ينفع بهذه النكت والتعليقات كاتبها وقارئها، وأن يجعلها حجة لي لا حجة علي، وأن يجزي أخي الشيخ الدكتور خالد السبت خير الجزاء، {رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين}.

وكتبه حامدا ومصليا ومسلما

د/بسام بن عبدالله بن صالح بن غانم بن صالح العطاوي فجر الأربعاء 26/ 8/1429هـ، في حي العمامرة في الدمام حرسها الله وبلاد المسلمين من كل سوء.

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 08, 12:58 ص]ـ

(معذرة فقد تطفلت ونقلت الموضوع من الوورد إلى صفحات الملتقى حتى يستفيد من يعجز عن التحميل وأيضا حتى إذا أراد أحد الإخوة السؤال عن التعليق يكون هذا موضعه)

ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 08 - 08, 04:00 ص]ـ

بدأت بقراءة هذا الرد فلم أستطع أن أقف قبل إتمامه ..

فجزاك الله خيرا يا دكتور بسام فقد أمتعتنا بهذه النكت اللطاف، والفوائد المبتكرة، والتنبيهات السديدة، والأدب الرفيع ..

ومن أحسن ما أعجبني في هذه الرسالة القيمة أن الدكتور بساما استطاع أن يمسك العصا من المنتصف -كما يقال- في هذه المسألة المهمة؛ أعني مسألة الرد، والموقف من المخالف؛ فقد أفاد فيها وأجاد.

فشكر الله سعيك يا شيخ بسام، وأجزل ثوابك ..

وأرجو من فضيلتك تأمل هذه الأمور التي لاحت لي:

- رأيتك -سددك الله- كررت الاعتماد على الذهبي رحمه الله في تزكية بعض من تلبس بشيء من البدع، أو وقع في شيء من المخالفة .. ولا يخفى على كريم علمك أن الذهبي رحمه الله عنده تساهل في المدح والثناء على كثير من أهل البدع والمخالفة .. وقد وقع فيما نُقل خلع أوصاف رفيعة على بعض من غاية الأمر في شأنهم أن يُلتمس لهم العذر، أو يُسكت عن القدح فيهم.

أقول هذا لما رأيته من تحريك للدقة فيما تكتب .. وفقك الله.

- أطلقت -سلمك الله- أن ابن عباس كان يرى جواز نكاح المتعة، وفي هذه المسألة تحقيق لا يخفاك، فليتك أشرت إلى ذلك، أو استعملت أسلوبا أدق.

- اعترضت -وفقك الله- على قول المؤلف: (فانظر كيف أن اختلاف الصحابة رضي الله عنهم لم يؤد إلى التنازع والتفرق والرمي بالكفر والضلال). أقول: اعترضت على هذه الجملة بقولك: (كان هذا هو الغالب عليهم رضي الله عنهم، لكن لا ينكر أنه وقع بين بعضهم خلاف أدى إلى التنازع والتفرق والقتال).

وأرى -والله أعلم- أن الاعتراض ليس بوجيه في هذا الموضع؛ فالشيء الذي وقع بينهم وأشرت إليه شيء نادر من حيث الوقوع، ثم إنه وقع بين قلة قليلة من الصحابة، وأما بالنظر إلى عامتهم، وإلى عموم أحوالهم فهم على الوصف الذي ذكره المؤلف، وإذا كان الأمر كذلك فلا يُمنع من إطلاق هذا الوصف الذي ذكره المؤلف في السياق الذي أورده فيه.

ولو تتبعت يا رعاك الله صنيع أهل العلم لوجدتهم في مواضع كثيرة يطلقون كما أطلق، ولم يكونوا يدققون هذا التدقيق ويوردون هذا الاستدراك في كل مناسبة.

- تعجبت -يا رعاك الله- من تمثيلك بمسألة رضاعة الكبير ص19 - ولست أعني التفاصيل والملابسات المصاحبة لفتوى ذاك الأزهري؛ وإنما أعني المسألة من حيث هي- مع إقرارك بكونها مسألة اجتهادية.

المقصود: ليتك مثلت بمثال أحسن منه ولا مغمز فيه.

- أخالفك في قولك في المقدمة عن تعليقاتك -وأنت الدقيق في عباراتك-: إنها (لا تغض من قيمة الكتاب)، وأرى أن التواضع وهضم الذات لا ينبغي أن يجعلنا نخالف الواقع.

وإني لأتمنى أن يراجع الدكتور خالد -وفقه الله- هذه الملحوظات ليفيد منها في إصلاح الكتاب، ولا إخاله إلا فاعلا إن شاء الله.

كما أرجو أن يوفقك الله -أخي الكريم- إلى مزيد من هذه الأبحاث النافعة، والنظرات القيمة؛ فلا تبخل على نفسك بالأجر، ولا على إخوانك المسلمين بالإفادة.

أخيرا .. الإحالة ص16 إلى كتاب مسائل الكوسج: كانت على أي طبعة؟ فقد راجعت النسخة التي لدي -وهي نسخة الجامعة الإسلامية- فلم تكن موافقة، فأرجو الإفادة عن الموضع من حيث الموضوع .. جزاك الله خيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير