ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:25 ص]ـ
(10060)
سؤال: هل لرفع اليدين في الدعاء في صلاة الاستسقاء صفة معينة؟
الجواب: رفع اليدين في الدعاء من أسباب قبوله وإجابة الداعي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً "، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على استحباب رفع اليدين عند كل دعاء إذا كان خارج الصلاة، وروي عن أنس رضي الله عنه قال: ((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء إلا في الاستسقاء))، وحمله العلماء على أن المراد المبالغة في الرفع، فقد كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه، ومعنى ذلك أنه يرفعهما فوق رأسه، وفي بعض الروايات أنه يجعل ظهورهما إلى السماء ولعل ذلك من شدة الرفع، وأما في غير الاستسقاء فإنه لا يبالغ وإنما يرفعهما إلى محاذاة الصدر، ويجعل بطونهما إلى السماء، وهذا هو الأولى، تشبهاً بمن يسأل ربه حاجة ويمد يديه إلى ربه ليعطيه سؤله، فالله أكرم من أن يرد سائلاً.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
9/ 3/1423 هـ
ـ[أبو السها]ــــــــ[24 - 05 - 09, 01:37 م]ـ
رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام
الشيخ سعد بن عبدالله الحميد
تاريخ الإضافة: 12/ 11/2007 ميلادي - 2/ 11/1428 هجري
زيارة: 665
السؤال:
ما حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام؟
وهل قياس بعض أهل العلم المعاصرين المأموم على الإمام - في المنع من ذلك - له وجه؟
أرجو التفصيل، مع ذكر الأدلة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنَّ الأصل هو رفعَ اليدين حالَ الدُّعاء مطلقاً؛ وذلك إظهارا ًللذُّلِّ والانكسار، والفقر إلى الله – سبحانه - وتَضَرُّعاً واستجداءً لنَوَالِهِ، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها، وأسباب إجابته؛ لما فيه من إظهار صدق اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه؛ كما يُشِير إليه حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقبل إلا طَيِّباً))، وفيه: ((ثم ذَكَرَ الرَّجُلَ يطيل السَّفَر، أشعثَ أغْبَرَ، يمدُّ يديْهِ إلى السماء: يا رب، يا رب))؛ رواه مسلم.
- قال العلامةُ ابنُ رجبٍ الحنبلي: هذا الكلام أشار فيه - صلى الله عليه وسلم - إلى آداب الدعاء، وإلى الأسباب التي تقتضي إجابَته، وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابَةَ الدُّعاءِ أربعة ... قال: الثالث: مدُّ يديه إلى السَّماء، وهو من آداب الدُّعاء التي يُرجى بسببها إجابتُه، وفي حديث سلمانَ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حَيِيٌّ كريم يستحْيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يرُدَّهُما صفراً خائبتين))؛ خرَّجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. ورُوِيَ نحوه من حديث أنسٍ وجابرٍ وغيرِهِما.
وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرى بياضُ إبطيه، ورَفَعَ يديه يومَ بدرٍ يستنصرُ على المشركين حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبيه، وقد رُوِي عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في صفة رفع يديه في الدُّعاء أنواعٌ متعددة ... قال: ومنها: رفع يديه، جعل كفَّيه إلى السَّماء وظهورهما إلى الأرض. وقد ورد الأمرُ بذلك في سُؤال الله - عز وجل - في غير حديث، وعن ابن عمر، وأبي هريرة، وابن سيرين: "أنَّ هذا هو الدُّعاء والسُّؤال لله - عز وجل".
- وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في "الفتاوى الكبرى": "ويُسَنُّ للداعي رفع يديه والابتداء بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يختِمَهُ بذلك كله وبالتأمين". وقال: "وأما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة".
- وصحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع يديه كُلَّمَا دَعَا؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال: ((فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ ثم رفع يديه ثم قال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، حتى رأيت بياض إبطيه)) الحديث.
¥