فالله تعالى خالق القدرة والإرادة في الإنسان وخالق العمل الذي يعمله الإنسان , وكل منها لها صوارف تصرفها إذا لم يحيط بها توفيق الله.
4) مسألة: صلة الرحم سبب لزيادة في الرزق وطول في العمر, وسيأتي بسط ذلك
5) مسالة:القضاء والقدر.
ومراتب القدر هي: العلم والكتابة والخلق والمشيئة. فالله تعالى قدر مقادير الخلائق وكتبها في اللوح المحفوظ. وهو عالم بها , وهو سبحانه خالق أفعال العباد قال تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) [الصافات 96] فالله تعالى خلق المكلف وخلق عمله , وكل عمل واقع تحت مشيئته _سبحانه وتعالى_ فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن , ومشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله تعالى.
"والرزق مكتوب مقدر بأسباب لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب:
أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله –تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:15)
6) مسألة: أن فعل الأسباب لا ينافي التوكل بل هو منها.
"ولا تقل إن الرزق مكتوب ومحدد , ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز. والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك، ولما ينفعك في دينك ودنياك قال تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) (البقرة 197) وعن عمرو بن أمية _رضي الله عنه_ قال قلت يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل؟ فقال: "اعقلها وتوكل" وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه .. ، والله –تعالى- لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)
7) مسألة: الله سبحانه وتعالى ضرب لجميع مخلوقاته آجالهم.
المخلوقات لها آجال ولها نهاية، قال سبحانه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). [الرحمن:26:27]،
وقال سبحانه: (كل شيء هالك إلا وجهه) [القصص:88].
كل شيء من مخلوقات الله له عمر محدود، حدده الله -سبحانه- إما قصير وإما طويل،
قال سبحانه، (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) [فاطر:11]، فالأعمار بيده سبحانه وتعالى، وهذا يدل على كمال ربوبيته وكمال قدرته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
المبحث الثاني:
الجمع بين الحديث والنصوص التي في ظاهرها التعارض.
من أركان الإيمان الإيمان بالقضاء والقدر ,وان الله تعالى قد كتب الآجال والأرزاق ,وأدلة هذا الركن كثيرة واقتصر على دليلين ,يذكرهما الباحثون -غالبا – أثناء شرح حديث "فليصل رحمة" ,والقول في بقية النصوص كالقول في هذين النصين.
وهي قوله تعالى: " .. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون". (سورة الأعراف: 34)
وحديث التخلق:
عن عبد اللَّهِ بن مسعود _رضي الله عنه_ حدثنا رسول اللَّهِ صلى الله علية وسلم _ وهو الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ_ قال: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يَبْعَثُ الله مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ له اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أو سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ فإن الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حتى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عليه كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حتى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عليه الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّة"
وقد يشكل هذا الأمر على بعض الناس فيقول: إذا كانت الأرزاق مكتوبة، والآجال مضروبة لا تزيد ولا تنقص.
الجواب على ذلك:ان القدر قدران.
أحدهما: القدر المبرم ,أو المثبت ,وهو الذي في أم الكتاب-اللوح المحفوظ- فهذا لايتبدل ولا يتغير.
الثاني:القدر المقيد ,المعلق ,وهو الذي في صحف الملائكة فهو الذي فيه المحوا والإثبات.
المطلب الأول:أقوال العلماء
**اختلف العلماء في الجمع بين حديث فليصل رحمة وبين هذين النصين إلى عدة أقوال , اذكر أهمها:
القول الأول: "أن الزيادة على حقيقتها
¥