تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى البخاري قال حدثنا أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا أهل البيت فدخل يوما فدعا لنا فقالت أم سليم خويدمك ألا تدعو له قال اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته واغفر له فدعا لي بثلاث فدفنت مائة وثلاثة وان ثمرتي لتطعم في السنة مرتين وطالت حياتي حتى استحييت من الناس وأرجو المغفرة

قال بن قتيبة في المعارف كان بالبصرة ثلاثة ما ماتوا حتى رأى كل واحد منهم من ولده مائة ذكر لصلبه أبو بكرة وأنس وخليفة بن بدر وزاد غيره رابعا وهو المهلب بن أبي صفرة

وقال: لقد بقيت حتى سئمت من الحياة وأنا أرجو الرابعة، قيل: عمر مائة سنة وزيادة، وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة، وغسله محمد بن سيرين سنة ثلاث وتسعين زمن الحجاج، ودفن في قصره على نحوفرسخ ونصف من البصرة

أيضا الدعاء يرد القضاء قال رسول اللَّهِ صلى الله علية وسلم " لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إلا الدُّعَاءُ ولا يَزِيدُ في الْعُمْرِ إلا الْبِرّ فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة"

.وبعد سرد الأقوال على ضوئها يمكن فهم النصوص فهماً صحيحاً بلا إشكال والله تعالى أعلم 0

المبحث الثالث:

طلب الثواب العاجل في الأعمال الصالحة.

قال الرسول صلى الله علية وسلم " ألا وَإِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ألا وَهِيَ الْقَلْبُ"

فإذا نظرنا وتأملنا في العبادات وجدناها تصب في إصلاح القلب وتزكية النفس لتصل لدرجة التقوى.قال تعالى " (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقره 183

وفي سورة الحج "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم "الحج 37

وغيرها من الآيات والأحاديث.

والخوف والرجاء والتوكل ,والإنابة والخشية , وغير ذلك فهي من الأعمال القلبية. ويهمنا هنا الأعمال الصالحة التي يعملها العبد مثل "صلة الرحم ,والاستغفار "وغيرها وهو يريد من ذلك ثوابها العاجل المذكور في النص "أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ"!

سألقي الضوء على هذا المبحث على هذه المسالة وما يتعلق بها.لإنها من شرح الحديث , ومن المسائل المهمة في العقيدة.فاسأل الله التيسير

المطلب الأول:النية وأثرها في العمل.

ويبقى هنا السؤال هل جميع الأعمال المباحة التي يعملها الإنسان يجازى ويثاب عليها في الدنيا والآخرة أم في الدنيا فقط , أم يعاقب عليها , أم لا يترتب على فعله شيء ويكون ممن سكت عنه الشرع؟!.هناك اختلاف بين أعمال الإنسان باختلاف النية والغرض الذي فُعِلَت من أجله هذه الأعمال فكل عمل لابد له من نية والنية تختلف باختلاف ما نُوِيَتْ له وهي مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأعمال الآتي ذكره.

روى مسلم بسنده عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله علية وسلم: "إنما الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لإمرئ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه

قوله (إنما الأعمال) قال جماهير العلماء من أهل العربية والأصول وغيرهم: لفظه إنما موضوعة للحصر تثبت المذكور وتنفي ما سواه فتقدير هذا الحديث أن الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية.

وتعرف النية بأنها: عزمُ القَلْب وتَوَجُّهه وقَصْدُه إلى الشيءِ.

والنية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع أو دفع ضرر حالا أو مآلا , والشرع خصصه بالإرادة المتوجهة نحو الفعل لابتغاء رضا الله وامتثال حكمه والنية في الحديث محمولة على المعنى اللغوي ليصح تطبيقه على ما بعده وتقسيمه أحوال المهاجر فإنه تفصيل لما أجمل ولا بد من محذوف يتعلق به الجار والمجرور فقيل تعتبر وقيل تكمل وقيل تصح وقيل تحصل وقيل تستقر وقيل الكون المطلق قال البلقيني هو الأحسن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير