تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما تكلف النحاة حد الاسم ذكروا حدودا كثيرة كلها مطعون فيها عندهم ,وكذلك ما تكلف متأخروهم من حد الفاعل والمبتدأ والخبر نحو ذلك لم يدخل فيها عندهم من هو إمام فى الصناعة ولا حاذق فيها.

وكذلك الحدود التى يتكلفها بعض الفقهاء للطهارة والنجاسة وغير ذلك من معانى الأسماء المتداولة بينهم ,وكذلك الحدود التى تكلفها الناظرون فى أصول الفقه لمثل الخبر والقياس والعلم ,وغير ذلك لم يدخل فيها إلا من ليس بإمام فى الفن ,وإلى الساعة لم يسلم لهم حد ,وكذلك حدود أهل الكلام؛ فإذا كان حذاق بنى آدم فى كل فن من العلم أحكموه بدون هذه الحدود المتكلفة بطل دعوى توقف المعرفة عليها.

مجموع الفتاوى (9

47)

الخامس: أن سامع الحد إن لم يكن عارفا قبل ذلك بمفردات ألفاظه ودلالتها على معانيها المفردة لم يمكنه فهم الكلام والعلم بأن اللفظ دال على المعنى وموضوع له مسبوق بتصور المعنى وإن كان متصورا لمسمى اللفظ ومعناه قبل سماعه امتنع أن يقال إنما تصوره بسماعه ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn2)) .

مجموع الفتاوى (9

86) والرد على المنطقيين (10)

السادس: صناعة الحد وضع اصطلاحي غير فطري

قال: هذه صناعة وضعية اصطلاحية ليست من الأمور الحقيقة العلمية ,وهي مع ذلك مخالفة لصريح العقل ,ولما عليه الوجود في مواضع؛فتكون باطلة ليست من الأوضاع المجردة كوضع أسماء الأعلام؛فإن تلك فيها منفعة وهي لا تخالف عقلا ولا وجودا ,وأما وضعهم فمخالف لصريح العقل والوجود ,ولو كان وضعا مجردا لم يكن ميزانا للعلوم والحقائق؛فإن الأمور الحقيقية العلمية لا تختلف باختلاف الأوضاع والاصطلاحات كالمعرفة بصفات الأشياء وحقائقها؛فالعلم بأن الشيء حي أو عالم أو قادر أو مريد أو متحرك أو ساكن أو حساس أو غير حساس ليس هو من الصناعات الوضعية بل هو من الأمور الحقيقية الفطرية التي فطر الله تعالى عباده عليها؛كما فطرهم على أنواع الارادات الصحيحة والحركات المستقيمة.

لاسيما وهؤلاء يقولون إن المنطق ميزان العلوم العقلية ومراعاته تعصم الذهن عن أن يغلط في فكره؛ كما أن العروض ميزان الشعر والنحو والتصريف ميزان الألفاظ العربية المركبة والمفردة وآلات المواقيت موازين لها.

ولكن ليس الأمر كذلك؛ فإن العلوم العقلية تعلم بما فطر الله عليه بني آدم من أسباب الادراك لا تقف على ميزان وضعي لشخص معين ولا يقلد في العقليات أحد بخلاف العربية فانها عادة لقوم لا تعرف الا بالسماع وقوانينها لا تعرف إلا بالاستقراء بخلاف ما به يعرف مقادير المكيلات والمذونات والمزروعات والمعدودات فانها تفتقر إلى ذلك غالبا لكن تعيين ما به يكال ويوزن بقدر مخصوص أمر عادي كعادة الناس في اللغات.

الرد على المنطقيين (27)

السابع: إلى الساعة لا يعلم للناس حد مستقيم على أصلهم بل أظهر الأشياء الإنسان وحده بالحيوان الناطق عليه الاعتراضات المشهورة , وكذا حد الشمس وأمثاله حتى إن النحاة لما دخل متأخروهم في الحدود ذكروا للاسم بضعة وعشرين حدا وكلها معترضة على أصلهم , والأصوليون ذكروا للقياس بضعة وعشرين حدا وكلها أيضا معترضة ,وعامة الحدود المذكورة في كتب الفلاسفة والأطباء والنحاة وأهل الأصول والكلام معترضة لم يسلم منها إلا القليل فلو كان تصور الأشياء موقوفا على الحدود ولم يكن إلى الساعة قد تصور الناس شيئا من هذه الأمور والتصديق موقوف على التصور؛فإذا لم يحصل تصور لم يحصل تصديق فلا يكون عند بني آدم علم من عامة علومهم وهذا من أعظم السفسطة.

مجموع الفتاوى (9

85) والرد على المنطقيين (8)

الثامن: أن تصور الماهية – حقيقة الشيء - إنما يحصل عندهم بالحد الحقيقي المؤلف من الذاتيات المشتركة والمميزة ,وهو المركب من الجنس والفصل وهذا الحد إما متعذر أو متعسر كما قد أقروا بذلك وحينئذ فلا يكون قد تصور حقيقة من الحقائق دائما أو غالبا وقد تصورت الحقائق فعلم استغناء التصور عن الحد.

مجموع الفتاوى (9

86) والرد على المنطقيين (9)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير