تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ولما راموا ذلك لم يكن بد من أن يفرقوا بين بعض الصفات وبعض؛ إذ جعلوا التصور بما جعلوه ذاتيا فلا بد أن يفرقوا بين ما هو ذاتي عندهم وما ليس كذلك؛فأدى ذلك إلى التفريق بين المتماثلات حيث جعلوا صفة ذاتية دون أخرى مع تساويهما أو تقاربهما وطلب الفرق بين المتماثلات ممتنع وبين المتقاربات عسر؛فالمطلوب إما متعذر أو متعسر؛فإن كان متعذرا بطل بالكلية وإن كان متعسرا فهو بعد حصوله, ليس فيه فائدة زائدة على ما كان يعرف قبل حصوله فصاروا بين أن يمتنع عليهم ما شرطوه أوينالوه ولا يحصل به ما قصدوه على التقديرين فليس ما وضعوه من الحد طريقا لتصور الحقائق في نفس من لا يتصورها بدون الحد ,وإن كان قد يفيد من تمييز المحدود ما تفيده الأسماء.

وقد تفطن الفخر الرازي لما عليه أئمة الكلام وقرر في محصله وغيره أن التصورات لا تكون مكتسبة وهذا هو حقيقة قولنا أن الحد لا يفيد تصور المحدود ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn3)).

مجموع الفتاوى (9

89) والرد على المنطقيين (29) (31)

وقال أيضا:إن العلم بوجود صفات مشتركة ومختصة حق؛لكن التمييز بين تلك الصفات بجعل بعضها ذاتيا تتقوم منه حقيقة المحدود ,وبعضها لازما لحقيقة المحدود تفريق باطل؛بل جميع الصفات الملازمة للمحدود طردا وعكسا ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn4)) هي جنس واحد فلا فرق بين الفصل والخاصة ولا بين الجنس والعرض العام.

وذلك أن الحقيقة المركبة من تلك الصفات إما أن يعني بها الخارجة أو الذهنية أو شيء ثالث ,فإن عنى بها الخارجة فالنطق والضحك في الإنسان حقيقتان لازمتان يختصان به ,وإن عنى الحقيقة التي في الذهن ,فالذهن يعقل اختصاص هاتين الصفتين به دون غيره.

وإن قيل بل إحدى الصفتين يتوقف عقل الحقيقة عليها؛فلا يعقل الإنسان في الذهن حتى يفهم النطق ,وأما الضحك فهو تابع لفهم الانسان ,وهذا معنى قولهم الذاتي ما لا يتصور فهم الحقيقة بدون فهمه أو ما تقف الحقيقة في الذهن ,والخارج عليه قيل إدراك الذهن أمر نسبي إضافي؛فإن كون الذهن لا يفهم هذا إلا بعد هذا أمر يتعلق بنفس إدراك الذهن ليس هو شيئا ثابتا للموصوف في نفسه فلا بد أن يكون الفرق بين الذاتي والعرضي بوصف ثابت في نفس الأمر سواء حصل الإدراك له أو لم يحصل إن كان أحدهما جزءا للحقيقة دون الآخر وإلا فلا.

مجموع الفتاوى (9

53)

التاسع: أن يقال كون الذهن لا يعقل هذا إلا بعد هذا ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn5)) إن كان إشارة إلى أذهان معينة وهي التي تصورت هذا: لم يكن هذا حجة لأنهم هم وضعوها هكذا؛فيكون التقدير أن ما قدمناه في أذهاننا على الحقيقة فهو الذاتي ,وما أخرناه فهو العرضي ويعود الأمر إلى أنا تحكمنا بجعل بعض الصفات ذاتيا وبعضها عرضيا لازما وغير لازم ,وإن كان الأمر كذلك كان هذا الفرقان مجرد تحكم بلا سلطان ولا يستنكر من هؤلاء أن يجمعوا بين المفترقين ويفرقوا بين المتماثلين ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn6)).

فما أكثر هذا في مقاييسهم التي ضلوا بها وأضلوا ,وهو أول من أفسد دين المسلمين وابتدع ما غير به الصائبة مذاهب أهل الإيمان المهتدين.

وإن قالوا بل جميع أذهان بني آدم والأذهان الصحيحة لا تدرك الإنسان إلا بعد خطور نطقه ببالها دون ضحكه.

قيل لهم ليس هذا بصحيح ,ولا يكاد يوجد هذا الترتيب إلا فيمن يقلد عنكم هذه الحدود من المقلدين لكم في الأمور التي جعلتموها ميزان المعقولات ,وإلا فبنو آدم قد لا يخطر لأحدهم أحد الوصفين ,وقد يخطر له هذا دون هذا وبالعكس ,ولو خطر له الوصفان وعرف أن الإنسان حيوان ناطق ضاحك لم يكن بمجرد معرفته هذه الصفات مدركا لحقيقة الإنسان أصلا وكل هذا أمر محسوس معقول ...

ومن هنا يقولون الحدود الذاتية عسرة ,وإدراك الصفات الذاتية صعب وغالب ما بأيدي الناس حدود رسمية وذلك كله لأنهم وضعوا تفريقا بين شيئين بمجرد التحكم الذي هم أدخلوه. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865987#_ftn7)).

مجموع الفتاوى (9

54)

العاشر: قولهم الحقيقة مركبة من الجنس والفصل والجنس هو الجزء المشترك والفصل هو الجزء المميز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير