تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ و قال كذلك –رحمه الله تعالى – في ((شرح العمدة 2/ 86)): "الإيمان عند أهل السنة والجماعة: قول وعمل كما دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه السلف، ... فالقول: تصديق الرسول، والعمل: تصديق القول، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً".اهـ

ـ وقال -رحمه الله تعالى- كما في (الفتاوى:7/ 198): "لا يتصور وجود إيمان القلب مع عدم جميع أعمال الجوارح".اهـ

[موافقته للمرجئة في باب التكفير بالأعمال]

14 - في صفحة (212 - 213) الأسطر (23 - 24 - 25 - 26 - 27): قوله: "خيانة دون خيانة وكفر دون كفر: الخيانة خيانتان خيانة عقيدة و خيانة أعمال، وكذلك الكفر، وكذلك النفاق، وكذلك الشرك، وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها. وعلى هذا عقد البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح أبوابا في ظلم دون ظلم وكفر دون كفر".اهـ.

قوله: " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال [17] إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها ". يفهم منه حصر الكفر في اعتقاد القلب، فلا يخرج المرء عن أصل الإسلام إلا بما كان في أصل العقيدة أو عمل عملا كفريًا دلَّ على فسادها، حيث جعل الأعمال الكفرية دليل على الكفر لا أن نفس العمل كفري، بمعنى أن الأعمال الكفرية الصريحة ليست مكفرة بذاتها بمجرد فعلها إلاَّ إذا دلَّت دلالة ظاهرة على فساد العقيدة وانحلالها، وهذا القول موافق لقول مرجئة الأشاعرة ونحوهم، وهو مبني على قوله في الإيمان ومنزلة العمل منه وتقسيمه للكفر بأنه اعتقادي مخرج للملة وعملي غير مخرج من الملة [18]، ومن أمثلة الكفر العملي المخرج من الملة: السجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الله-جل وعلا- و سب الرسول-صلى الله عليه و سلم-وهي أعمال كفرية في نفسها يكفر المرء بها بمجرد وقوعه فيها. وعليه فقوله " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة [19] لا بما كان في الأعمال .. " قول ظاهر الفساد حيث جعل فساد العقيدة شرطاً في كفر الجوارح – على مفهومه للإيمان الشرعي والكفر العملي –، ومعلوم أن أهل السنة و الجماعة لما عرفوا الإيمان الشرعي بأنه: (تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان) - والعمل عندهم ركن من أركان حقيقة الإيمان- عرفوا نقيضه الكفر بأنه يكون باللسان و بالجوارح و بالقلب، أي الكفر يدخل في الأعمال كما يدخل في الاعتقادات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ... من قال أو فعَل ما هو كُفرٌ، كَفَر بذلك، وإنْ لم يقصد أن يكون كافِراً، إذْ لا يقصُد أحدٌ الكفر إلا ما شاء الله" [20].

وقال في موضع آخر: " إنَّ سبَّ الله وسبَّ رسوله كفَرَ ظاهراً وباطناً، سواء كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مُستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السُّنة القائلين بأن الإيمان قولٌ وعمَلٌ " [21]

وقال - رحمه الله تعالى -: " قال سبحانه: (من كفر بالله من بعد إيمانه - إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان - ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط، لأن ذلك لا يكره الرجل عليه، وهو قد استثنى من أكره ولم يرد من قال واعتقد، لأنه استثنى المكره، وهو لا يكره على القصد والقول، وإنما يكره على القول فقط، فعلم أنه أراد من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من أكره وهو مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً من المكرهين، فإنه كافر أيضاً، فصار من تكلم بالكفر كافراً إلا من أكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان.

وقال تعالى في حق المستهزئين: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته وهذا باب واسع" [22].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير