ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب الفائدة وليس من باب النقد فالحق أن تعريف اللجنة الدائمة وتعريف الشيخ السعدي وجه له نقد فهما لا يضبطان حقيقة الشرك الأصغر ولا يبينان ماهيته المميزة له فالقول أنه: ((كل ذريعة و وسيلة للشرك الأكبر)) هذا لا يميز الشرك الأصغر عند التطبيق على الأمثلة ولو نظرنا في مسألة الحلف بغير الله لوجدنا أهل العلم يميزون بين الشرك الأكبر والأصغر فيه بالنظر لنية الحالف فمن حلف بغير الله مسويا له بالله _تعالى الله عن ذلك _لكان واقعا في الشرك الأكبر ومن حلف بغير الله دون تعظيم وتسوية لمن حلف به من دون الله تعالى بل جرى لسانه به عادة فإنه واقع في الشرك الأصغر،،،،وقس على ذلك؛ لذا نص بعض اهل العلم على أن المدار على النيات في التفريق بينهما ولكن هناك من الأعمال مالا ينظر فيه للنيه كالسجود لغير الله فهذا من الشرك الأكبر لأنه من أعلى مراتب التعظيم لغير الله والتي لا يستحقها أحد سوى الله تعالى ولو ادعى فاعله أنه لا يعظم غير الله بفعله فقوله لا يقبل لما للسجود من التسوية بين الله وغيره تعالى الله عن ذلك،،،،،،والحديث طويل في هذا الموضوع،،،،ومما وجه من نقد للتعريفات السابقة أنها قالت ((وجاء في النصوص تسميته شركا)) لان النصوص لم تذكر كل أفراد الشرك الأصغر بل وضعت قواعد عامة وأمثلة يقاس غيرها عليها وهنا دور الفقيه في النظر في أفراده الكثيرة وابن القيم لم يعرف الشرك الأصغر في مدارج السالكين بل اكتفى بمثال فقال: ((كيسر الرياء)) وكلمته رحمه الله دقيقة تحتاج لشرح طويل؛ ولهذا فإن الشيخ أحمد الغنيمان ابن الشيخ عبدالله رجح في رسالته للدكتوراة (جهود شيخ الإسلام في توضيح توحيد العبادة) - لم تطبع- أن التعريف بالمثال كما فعل ابن القيم أولى لعدم دقة التعريفات من جهة؛ ولأنه لابد من النظر في كثير من الصور لإلحاقها بأحد النوعين وهناك رسالة لم تطبع عن الشرك الأصغر بتقديم المحمود جهد صاحبها في وضع ضابط له لعله أفضل ما قيل ومثله تعريف الراغب الأصفهاني جيد ولكن عليه ملاحظات يسيرة،،، والرأي عندي_ والله أعلم _ان طريقة ابن القيم ومثله حافظ الحكمي وغيرهما والتي رجحها الباحث أحمد الغنيمان في التعريف بالمثال أولى،،، ولي سنين وأنا أحاول وضع ضابط له وكتبت بحثا مفصلا لكن أود التريث قبل نشره حتى يطمئن القلب،،،،وكتبت للمنتدى هذا الكلام وأنا على عجل وكان بودي التفصيل أكثر لكن نبهت على المهم وأسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في الدين
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:09 م]ـ
أخي الحبيب:
متى ما دخلت العبودية التامة لله تعالى في القلب، سلم العبد من الشرك صغيره وكبيره
ومتى ما دخل التشريك في العبودية خرج العبد من العبودية المطلقة إلى الشرك أو إلى مطلق العبودية
فإن كان صرفاً للعبادة بالكلية فهو خروج من العبودية المطلقة إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، وإن لم يكن بالكلية - أي مع بقاء أصل العبادة لله - فهو خروج إلى مطلق العبودية وهو الشرك الأصغر.
هذا ما أفهمه من كلام أهل العلم، والعلم عند الله تعالى.
أظن أن الإشكال في قول بعض أهل العلم في الحلف بغير الله مثلا أنه إذا وقع في نفس الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهو أكبر وإلا أصغر فلماذا لايُقال هذا التفصيل في الذبح لغير الله مثلا؟ عذرا قد تكون أسألتي تافهة لكن تحملونا ...
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:13 م]ـ
،،ومما وجه من نقد للتعريفات السابقة أنها قالت ((وجاء في النصوص تسميته شركا)) لان النصوص لم تذكر كل أفراد الشرك الأصغر بل وضعت قواعد عامة وأمثلة يقاس غيرها عليها
أولا جزاك الله خيرا يا أباعاصم الأحمدي بعض كلامك وإشكالاتك كانت قد أشكلت عليّ أيضا كهذا الإشكال لكن هل هناك مثال لشرك أصغر لم ترد تسميته في الشرع شركا؟؟؟
أرجو الإفادة .....
ولا أنسى أن أشكر الأخ أنس الرشيد على هذا الموضوع الجيد ...
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:20 م]ـ
أظن أن الإشكال في قول بعض أهل العلم في الحلف بغير الله مثلا أنه إذا وقع في نفس الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهو أكبر وإلا أصغر فلماذا لايُقال هذا التفصيل في الذبح لغير الله مثلا؟ عذرا قد تكون أسألتي تافهة لكن تحملونا ...
عفا الله عنك، ليست تافهة، بل هذا هو طريق العلم
كما لا يخفى ما أثر عن ابن عباس أنه قال: " أصبت هذا العلم بلسان سؤول وقلب عقول "
ولعل العلة في هذا أخي الفاضل:
أن التعظيم في الحلف قد يتبعض في القلب مع بقاء الأصل.
أما غيره من العبادات كالذبح لغير الله ومثله السجود لغيره لا يقع إلا على وجه التعظيم لغير الله كتعظيم الله فاستمالة القلب فيه ظاهرة.
ولهذا جاء الأمر به والتحذير من صرفه لغير الله صريحاً في النصوص الشرعية، قال تعالى (فصل لربك وانحر) وقال (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له) والنسك: الذبيحة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " لعن الله من ذبح لغير الله ".
وفي مسند الإمام أحمد عن طارق بن شهاب يرفعه قال: "دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرّب له شيئا فقالوا لأحدهما: قرب قال: ليس عندي شيء قالوا: قرّب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلو سبيله فدخل النار وقالوا للآخر: قرب قال: ما كنت لأقرب شيئا من دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة"
والله تعالى أعلم.
¥