تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 09, 12:56 ص]ـ

قاتل الله ما شغل عن مجالس العلم، اللهم بلوى النعم لا بلوى النقم ... أما بعد:

ذِكر أوصاف الخوارج:

على سبيل السبر والتقسيم، وضابط هذا الدليل العظيم أنه متركب من أصلين:

أحدهما: حصر أوصاف المحل بطريق من طرق الحصر، وهو المعبر عنه بالتقسيم.

والثاني: هو اختيار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها وإبقاء ما هو صحيح منها، وهو المعبر عنه بالسبر / للاستزادة يُنظر أضواء البيان لمحمد الأمين الشنقيطي (3/ 342).

وحصر الأوصاف يكون بالاستقراء (جمع الروايات وشروحها)؛ فلا تعجل إذا ذُكر الوصف وضده، فإذا تحقق وصفٌ انتفى ضدُّه، وهناك محمل آخر يُذكر لاحقا.

أولا: الصفات الخلْقية:

- مشرف الوجنتين: بارزهما، والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين.

- غائر العينين: عينيه داخلتان في محاجزهما لاصقتين بقعر الحدقة.

- ناشز الجبهة: مرتفعها، وفي رواية ناتئ الجبين، والجبين جانب الجبهة، ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة.

- كثّ اللحية: كَثُرَتْ أُصُولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعِدَتْ، قال العلماء: من منافع اللحية الزينة، وذكر أبو حامد الغزالي عن أحد الأولياء المُقْسمين قوله: "والذي زيَّن الإنسان باللِّحى"؛ فإن كانت كثّة فأين الزينة؟

- محلوق الرأس: وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصَبِيغ بن عسل وقد سأله عن مسائل فأمر بكشف رأسه وقال: "لو رأيتك محلوقا لأخذت الذي فيه عيناك حتى أن تكون من الخوارج" / أحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 175)، والاستذكار لابن عبد البر (5/ 69 - 70).

وهذه الصفة الخلْقية جعلَها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صفاتهم الفارقة التي يتميزون بها، ولا يعني هذا إرادة ذمها شرعا، إنما أراد أنها من صفاتهم الواقعة، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "آيتهم رجل أسود" وهذا ليس يدل على حكم إجماعا، وقد ثبت في سنن أبي داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "رأى صبياً قد حلق بعض رأسه فقال: احلقوه كله أو اتركوه كله" وهذا نص في إباحة حلق الرأس لا يحتمل تأويلاً.

- أسود طويل، مشمر الإزار: مرفوعه، كنّى به عن الجِد المبالغ والهمّة الزائدة.

- مطموم الشعر: مجزوزه أو معقوصه والأول أصح، وكان هدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شعره إن طال فرقه وإلا تركه، وفي شعر الرأس منافع ومصالح منها وقايته عن الحر والبرد والمرض ومنها الزينة والحسن.

- بين عينيه أثر السجود: أما قوله تعالى: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" فقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: السمت الحسن!

وقال مجاهد وغير واحد يعني: الخشوع والتواضع.

وعن منصور عن مجاهد قال: الخشوع، قلتُ [منصور]: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه، فقال [مجاهد]: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=499151#post499151 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=499151#post499151)

ثانيا: الصفات الخلُقية:

- من أهل البادية: قال ابن باديس رحمه الله في الآثار (3/ 42): " ... خرج أبو ذر إلى الربذة فخط بها مسجدا وأقطعه عثمان صِرمة من الإبل وأعطاه مملوكين، وأرسل إليه أن تعاهد المدينة حتى لا ترتد أعرابيا، وقد نُهوا عن التعرب بعد الهجرة لما في التبدي والانقطاع عن الجماعة ومشاهد العلم والدين من الجفوة".

"وجاء في الحديث أن رجلاً أعرابياً [قيل هو قبيصة بن جابر] أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني أصبت ظبياً وأنا محرم، فالتفت عمر إلى عبد الرحمن بن عوف، فقال: قل، فقال عبد الرحمن: يهدي شاة، فقال عمر: اِهد شاة، فقال الأعرابي: والله ما درى أمير المؤمنين ما فيها حتى استفتى غيره! فخفقه عمر رضوان الله عليه بالدرة، وقال: أتقتل في الحرم وتغمص الفتيا! إن الله عز وجل قال: "يحكم به ذوا عدل منكم" / المائدة، فأنا عمر بن الخطاب، وهذا عبد الرحمن بن عوف" / الكامل للمبرّد (3/ 1080).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير