تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 12:40 م]ـ

من هم أهل الإثبات؟

أهل الإثبات عند شيخ الإسلام رحمه الله لفظ يطلق بالاشتراك على طائفتين:

الطائفة الأولى: أهل الإتباع المحض من الصحابة والتابعين والسلف الصالح والأئمة ...

الطائفة الثانية: أهل الكلام ممن يثبت الصفات او بعضها، سواء كانوا متكلمة أصلا أو ممن تأثر بهم ودخل معهم من أهل الحديث والفقه والصوفية وإتباع المذاهب.

- فإذا علم ذلك وأطلق ابن تيمية رحمه مصطلح (أهل الإثبات) فليس بالضرورة أن يكونوا هم الطائفة الأولى الذين هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة إلا أن ينص عليهم باسمهم الخاص او بوصفهم بأهل الإتباع المحض كما هو مذكور في كثير من المواضع ...

أما في غالب استعمالاته فهو يعني بهم متكلمة أهل الإثبات لا سيما إذا كان الكلام على سبيل المعارضة أوكان في نفي أو إثبات مصطلحات أهل الكلام من الجسم والحيز والحد والجهة والتركيب والانقسام والأبعاد الثلاثة والجوهر والعرض .. إلخ.

لان هذه الألفاظ لم تكن مستعملة ولا مشتهرة في وقت السلف، وإن وجد منها شيء في وقتهم فهي على معناها في اللغة وفي لسان العرب وليست هي على ما اصطلح عليه أهل الكلام.

- أما كونهم هؤلاء المتكلمة من أهل الإثبات فلأنهم يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى أو بعضها وهذا يشمل من يثبت منهم بعض الصفات وينفي بعضها كالكلابية والاشاعرة ...

- أما كونهم مع ذلك ليسوا من الطائفة الأولى أو تبعا لهم، فذلك لأنهم اعتمدوا طرقا مبتدعة للإثبات لم تكن على منهج السلف ولا الأئمة وهي الطرق الكلامية وما يدعونه من الحجج العقلية مما ادى بهم إلى عدم التزام إثبات كل ما جاء في الكتاب والسنة بل أثبتوا بعضها ونفوا بعضها بحجة ان إثباتها دليل الحدوث ولوازم التجسيم كما يفعل الاشاعرة وغيرهم من المتكلمين ...

وما أثبتوه إنما أثبتوه على غير منهج السلف بل بما سموه حججا عقلية وما أثبتوه سيبقى حجة على تناقضهم إلى يوم القيامة ولذلك لتماثل موجب الإثبات والنفي.

- فكتاب الأستاذ من أوله إلى آخره قائم على نسبة ما يحكيه ابن تيمية عن أهل الإثبات إلى ابن تيمية حيث أنهم على زعمه أهل الحق عنده وأنه لا يخرج عن قولهم!

فإذا ثبت أنهم ليسوا كذلك فينتقض بذلك كلام الأستاذ فودة جميعه وتبطل نسبة هذا الكلام إلى ابن تيمية لا سيما إذا عرفت طريقته في إبطال حجج أهل البدع.

- وفيما يلي بعض النصوص التي تبين طريقة ابن تيمية رحمه الله في مناظرة طوائف أهل البدع على اختلافهم وبعد ذلك نورد ايضا بعض النصوص التي يذكر فيها تفصيل من هم أهل الإثبات.

1 - قال رحمه الله:

(وأما مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليل فأعظمما يستفاد منها بيان إبطال بعضهم لمقالة بعض ..... والمقصود هنا أن يكون المقصود بالمناظرةبيان رجحان بعض الأقوال على بعضولهذا كان كثير منمناظرة أهل الكلام إنما هي في بيان فساد مذهب المخالفين وبيان تناقضهم لأنه يكون كلمن القولين باطلا فما يمكن أحدهم نصر قوله مطلقا فيبين فساد قول خصمهوهذايحتاج إليه إذا كان صاحب المذهب حسن الظن بمذهبه قد بناه على مقدمات يعتقدها صحيحةفإذا أخذ الإنسان معه في تقرير نقيض تلك المقدمات لم يقبل ولا يبين الحق ويطولالخصام كما طال بين أهل الكلامفالوجه في ذلك أن يبين لذلكرجحان مذهب غيره عليه أو فساد مذهبه بتلك المقدمات وغيرها فإذا رأى تناقض قوله أورجحان قول غيره على قوله اشتاق حينئذ إلى معرفة الصواب وبيان جهة الخطأ فيبين لهفساد تلك المقدمات التي بنى عليها وصحة نقيضها ومن أي وجه وقع الغلطوهكذافي مناظرة الدهرى واليهودي والنصراني والرافضي وغيرهم إذا سلك معهم هذا الطريق نفعفي موارد النزاع فتبين لهم وما من طائفة إلا ومعها حق وباطل فإذا خوطبت بين لها أنالحق الذي ندعوكم إليه هو أولى بالقبول من الذي وافقناكم عليه (المنهاج 2/ 201

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير