اصل الكلمة العلامة وكانوا يستخدمون اساليب لبيان انهم اولياء لله ,لا عن طريق العبادة والتقرب اليه عز وجل وانما بخداع الناس باحوال.كالتي ذكرت من اجل ايهام الناس انها علامة الولاية.
وأضر شيء في فعلهم انهم يستخدمون هذه العلامات للدلالة على اسقاط الفرائض عنهم وانهم انما اسقطوها و اعطوا هذه العلامات لدلالة صدقهم.
ولذلك تجد العلماء يقولوا عنهم: كانوا يستخدمون ولم يقولوا كانت سيماهم.
والله اعلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هذا المقال من أنفع المقالات في "السيمياء" سواء كانت بمفهومها الحديث أو القديم، فهو يتناول المصطلح لغة، تاريخيا، استعمالا ....
وإليكم المقال:
علم السيمياء في التراث العربي ـــ د. بلقاسم دقّة*
مقدمة:
لم يكن علم السيمياء وليد العصر الحديث كما يزعم بعضهم، بل هو قديم النشأة؛ فقد اهتم القدامى من عرب وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ أكثر من ألفي سنة. لقد أفرد الفيلسوف أفلاطون هذا الموضوع في كتابه « Cartyle»، وأكد أن للأشياء جوهراً ثابتاً، وأن الكلمة أداة للتوصيل، وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها، أي بين الدال ( Signifiant) والمدلول ( Signifié) تلاؤم طبيعي ( Justesse naturelle)، فلهذا كان اللفظ يعبر عن حقيقة الشيء. وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز به الأصوات اللغوية من خواص تعبيرية، أي العلاقة الطبيعية بين الدال والمدلول. ولذلك كانت الأصوات أدوات تعبير عن ظواهر عديدة (1)، تلتقي فيها لغات البشر باعتبارها ظاهرة إنسانية.
وقد ربط علماء العرب قديماً بين هذه المعطيات وبين ما أسموه بعلم أسرار الحروف، أي: علم السيمياء. وقد تعددت في ذلك دراسات الحاتمي، والبوني، وابن خلدون، وابن سينا، والفارابي، والغزالي، والجرجاني، والقرطاجني، وغيرهم.
ولهذا يمكن القول: إن دراسات النظام الإشاري في التراث العربي هي دراسة قديمة قدم الدرس اللساني، إلا أن الأفكار والتأملات السيميائية التي وصلت ظلت في إطار التجربة الذاتية، ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية. ومن ثم فالمنطلقات السيميائية للدراسة العربية تنقصها الإجراءات التطبيقية الموسعة.
أما الدراسات السيميائية الحديثة فقد تشعبت في مجالات عديدة وحضارات مختلفة، بحيث لم تبق حكراً على أمة دون أمة، وثقافة دون أخرى. وأخذ العلماء يفحصون نصوص الحضارات القديمة بحثاً عن تأملات وخواطر سيميائية لعلهم يعثرون على بدايات معمقة وجادة لهذا العلم. فالرغبة الكامنة في السيمياء والتي ما تزال توجه مسيرة البحث فيها هي الرغبة في الإحاطة الشاملة، ولو أن الإحاطة تبدو صعبة التحقيق، إلا أنه لا بد من إجهاد العقول لتحقيق ذلك الطموح.
مصطلح "سيمياء":
أتحدث بادئ ذي بدء عن معنى "السيمياء" لغة، ثم أنتقل إلى معناها اصطلاحاً.
أ-معنى (السيمياء) باللغة العربية:
السيمياء: العلامة، مشتقة من الفعل "سام" الذي هو مقلوب "وَسَمَ"، وزنها "عِفْلَى"، وهي في الصورة "فِعْلَى"، يدل على ذلك قولهم: سِمَةٌ، فإن أصلها: وِسْمَةٌ، ويقولون: سِيمَى بالقصر، وسيماء بالمد، وسيمياء بزيادة الياء وبالمد، ويقولون: سَوَّمَ إذا جَعَلَ سمة، وكأنهم إنما قلبوا حروف الكلمة لقصد التوصّل إلى التخفيف لهذه الأوزان، لأن قلب عين الكلمة متأتٍ خلاف قلب فائها، ولم يسمع من كلامهم فعل مجرد من "سَوَمَ" المقلوب، وإنما سمع منه فعل مضاعف في قولهم: سَوَّمَ فرسَهُ، أي: جعل عليه السيمة، وقيل: الخيل المسومة هي التي عليها السيما والسومةُ، وهي العلامةُ (2).
وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى:) تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناسَ إلحافاً (. البقرة (273). وقوله:) وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلا بسيماهم (، الأعراف (46). وقوله:) ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم (، الأعراف (48)، وقوله:) سيماهم في وجوههم من أثر السجود (، الفتح (29). وقوله:) يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام (، الرحمن (41).
وقد وردت كلمة السيمياء كذلك في الشعر، ومنه قول أسيد بن عنقاء الفزاري يمدح عميلة حين قاسمه ماله:
غُلاَمٌ رماه اللهُ بالحسنِ يافعاً لَهُ سيمياءٌ لا تَشُقُّ على البصر
¥