تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وقال ابن خلدون رحمه الله أيضاً في مقدِّمته (1/ 655 - 664): ((الفصل الثامن والعشرون: في علوم السحر والطِّلِّسْمات:

وهي علومٌ بكيفيَّة استعدادات تقتر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصِر، إما بغير معينٍ، أو بمعينٍ، من الأمور السماوية، والأول هو السِّحر، والثاني هو الطلِّسمات.

ولما كانت هذه العلوم مهجورةً عند الشرائع، لما فيها من الضرر، ولما يُشتَرطُ فيها من الوجهة إلى غير الله، من كوكبٍ أو غيره =كانت كتبها كالمفقودة بين الناس ...

ثم ظهر بالمشرق ((جابر بن حيَّان))، كبير السحرة في هذه الملَّة، فتصفَّح كتب القوم، واستخرجَ الصناعة، وغاص في زبدتها، واستخرجها، ووضع فيها غيرها من التآليف، وأكثر الكلام فيها وفي صناعة ((السيمياء))؛ لأنها من توابعها، لأنَّ إحالة الأجسام النوعية من صورةٍ إلى أخرى إنما تكون بالقوَّة النفسية، لا بالصناعة العمليَّة، فهو من قبيل السحر، كما نذكره في موضعه.

ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريَّات فلخَّص جميع تلك الكتب وهذَّبها وجمع طرقها في كتابه الذي سمَّاه (غاية الحكيم)، ولم يكتب أحدٌ في هذا العلم بعده.

- والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثٍ يأتي شرحها، فأوَّلها: المؤثِّرة بالهمَّةِ فقط من غير آلةٍ ولا معينٍ، وهذا هو الذي تسمِّيه الفلاسفة: السحر.

والثاني: بمعينٍ، من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواصِّ الأعداد، ويسمُّونه الطلِّسْمات، وهو أضعف رتبةً من الأول.

والثالث: تأثيرٌ في القوى المتخيَّلة، يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيَّلة فيتصرَّفُ فيها بنوعٍ من التصرُّف، ويلقي فيها أنواعاً من الخيالات والمحاكاة، وصوراً ممَّا يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسِّ من الرائين بقوَّة نفسه المؤثرة فيه، فينظر الرَّاؤن كأنها في الخارج، وليس هناك شيءٌ من ذلك؟ ‍! ...

ويسمَّى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة؟!)). انتهى المقصود منه.

- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

.

.

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير