تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رجم المخالف!]

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[10 - 04 - 05, 04:58 م]ـ

الحمد لله رب العالمين

أما بعد: فإنه قد يبدو هذا العنوان قاسياً بعض الشئ، لكنني لا أجد عنوانا مناسبا كهذا، فإن من نظر إلى صفحات ما يسمى "بالشبكة العنكبوتية" وما قد يكتب من الردود في بعض الصحف والمجلات وفي غيرها = يجد فيها من الإقذاء في الرد وضيق الأفق، والفحش في القول والسب أحيانا، ودخول النيات، وتفسير المقاصد، وغياب الإنصاف = ما يجعلك أيها القارئ تسبح في خيال موهوم "قد يصدق وقد لا يصدق": بأن هذا الكاتب لو استطاع النفوذ إلى هذا المتطفل على المعرفة، أو المتشبع بما لم يُعطى كما يزعم، لنهال عليه ضربا بكل ما أوتي من قوة، ورجمه بالصخور لا بالحجارة.

من خلال هذا المنطلق أردت أن أدلي بدلوي في هذا المجال، وأن أساعد في علاج هذه الظاهرة التي عمّت بها البلوى في أوساطنا العلمية والأدبية والفكرية والإعلامية على حد سواء.

كما أساهم في مناشدة من تصلّب فكره، وهتف بلسان حاله "ما أريكم إلا ما أرى"

= إلى كلمة سواء {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.

هذه بعض الأفكار أظنها مهمة في فهم حتمية الخلاف، وهي مختصرة على شكل روؤس أقلام، أو نقاط على حروف.

من عفو الخاطر:

- عند المناقشة دائما حاول التركيز وتسليط الضوء على الأفكار دون الأشخاص.

- ليكن الرد وعدم القبول كذلك للفكرة لا للذات.

- عند عدم قبول الفكرة تجنب تسفيهها مهما تكن، ولو كان الرد تدريجيا لكان أجود.

- دع الفكرة جانبا وركّز على لوازمها.

- تجنب ما استطعت قول هذا الرأي ليس عليه أثارة من علم. أو هذا القول لا يقول به عاقل.

- ضع في ذهنك أن الفكرة مهما كانت في نظرك تافهة، فهي ليست كذلك عند صاحبها. فتلطّف في إبطالها.

- حرر موطن النزاع بشدة قبل الخوض في أي استدلال.

- احرص على الفهم والتفهيم للأدلة وتأملها فقد يكون الخلاف نظريّاً أو لاتنبني عليه ثمرة عملية.

- ضع في ذهنك أنه ليس كل خلاف أو حوار لابد أن يحسم في حينه، أو يصل إلى نتيجة، فإذا انقطع المخالف عن النقاش

فاقطع الكلام ودعه يتأمل، وإلا فقد يتمادى.

- اعلم أن التصريح أو الإعتراف بالهزيمة صعب جدا.

- افتح لك ولمن خالفك خط رجعة ولا تغلق عليه جميع المسارات، وإلا فقد تخسره، أو تضطره إلى المكابرة ولابد. وقد ينصف ويرجع وقليل ماهم.

- البعض عندما يناقش أو يحاور ربما يقرر لك بحاله دون مقاله ما يعبر عنه بـ"ذهنية الإلغاء" فلا يلقي بالاً للمحاور كائنًا من كان، فهو يحاور ليصحح المفاهيم، بل يُخيل إليه أنه في مجلس إملاء، وقد ينصب نفسه قاضياً أو حاكما يُصدّر الأفكار ويُقوّم الآراء لا غير "أنا جُذَيْلها المحكَّك وعُذيقها المرجَّب" فالنقاش معه في مقرراته، يعتبر ردة عقلية، وبدعة فكرية، لأنك قد شكّكّت في بعض مسلماته، أو لأنك ملغى من ذهنه تماما، لستَ أهلاً لهذا المضمار، أو مخولا للدخول فيه، فإن عارضته فقد قامت قيامتك، وإن قلت: عندنا أو في قطرنا أو عند علمائنا. قال لك بملئ فيه: "ومن أنتموا حتى يقال لكم عندوا"؟!!.

وهذه النظرية "إلغاء الآخر" قد تكون جبلية وقد تكون مكتسبة وهو الأكثر، وقد يساعد في رسوخها أمور منها:

- الطبيعة النفسية لهذا الشخص.

- طريقة النشأة والتربية التي تلقاها.

- اعتقاده أن هذه الأفكار التي يقررها مسلمة عند الجميع.

- عدم الخلطة بالناس ومحاورتهم والنقاش معهم.

- اليقين الجازم والثقة التامة بما عنده وما توصل إليه. وغاب عنه أن الشيطان قد يلبس عليه بسبب العزلة الفكرية ما يظنه سالما من النقد وهو ليس كذلك، وما يظنه دليلا أو قرينة وهو أبعد ما يكون عن ذلك.

- أن توضع له هالة ومكانة فوق الجميع.

- وأخيرًا: التلاميذ وتأثيرهم بالغ.

* وصاحب هذه النظرية قد يتجاسر على الدخول في النيات والحكم على المقاصد، وقد يرتع في أعراض الناس ويتفكه بلحومهم في كل مجلس بحجج واهية، ومصالح متوهمة ظنية، يتكئ بها على النصوص الشرعية التي تبطل دعواه، وتحرم الخوض في أعراض المسلمين وتتبعها.

تنبيه: وهي أن الخصم في غالب الأحيان يعلم بضعف حججه وبراهينه، لذلك قد يُشغِّب ببعض الشبه، لهذا على المناظر أن يتحلى بالحكمة والصبر أمام المخالف ويعطيه فرصة التفكير والتأمل فيما يهرف به من الشبه.

وهنا أؤكد أن من خصائص أهل السنة والجماعة أنهم ينهون عن البغي والاستطالة على الخلق بحق وبغير حق. كما قرره ابن تيمية – رحمه الله – في أكثر من موضع في كتبه.

وهذه الخاصيّة متفق عليها بين جميع أصحاب العقول السليمة التي لم تتأثر بأمور خارجية.

دمتم بخير.

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 05:10 م]ـ

جزاكم الله تعالى خيرا

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[14 - 04 - 05, 02:30 ص]ـ

للفائدة ....

ـ[محمد بن سيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 08:09 ص]ـ

كما أساهم في مناشدة من تصلّب فكره، وهتف بلسان حاله "ما أريكم إلا ما أرى" ............

البعض عندما يناقش أو يحاور ربما يقرر لك بحاله دون مقاله ما يعبر عنه بـ"ذهنية الإلغاء" فلا يلقي بالاً للمحاور كائنًا من كان، فهو يحاور ليصحح المفاهيم ....

بارك الله فيكم

ولكن ألا ينبغي تقيد هذا الخلاف بالخلاف السائغ

فعندما يناقش مسلم ملحدا أو نصرانيا فهو على يقين من أن معه الحق المطلق الذي لا يقبل الشك وبالتالي فنقاشه لن يكون إلا لتصحيح المفاهيم وإبطال رأي المخالف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير