[إليك أليس الأصل عدم ذكر مساوئ من مات؟!]
ـ[سلام السالم]ــــــــ[18 - 04 - 05, 02:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى .. وبعد:
فإن الرد على أهل البدع باب عظيم من أعظم أبواب الجهاد، كما قرر ذلك السلف رضي الله عنهم وأرضاهم، وقد بذلوا في رد هذه البدع جهوداً كثيرة وأوقاتاً ثمينة، وما ذاك إلا لحمايتهم لهذا الدين، كيف لا وهم حُرَّاس هذا الدين من كيد الكائدين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين وتأويل الجاهلين.
ولما كانت هذه البدع لا تسير لوحدها بل لها رؤوس ضلالة داعين إليها ومروجين لها، فاستدعى ذلك واستلزم التحذير منهم بأعيانهم وأشخاصهم لئلا يغتر بهم الدهماء، وليعرف المبتدع بعينه فيحذر، قيل للإمام أحمد: (الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟! قال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل).
وقال الحافظ ابن الجوزي: كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة وكلامه محمول على النصيحة للدين أ. هـ
وكلام الأئمة في هذا معلوم معروف، ومن استقرأ حالهم وجد أنهم قد رفعوا لواء الرد على المخالف على أصل النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ومن هؤلاء الأئمة الأعلام حماة الإسلام سماحة الإمام شيخ الإسلام عبدالعزيز بن عبد الله بن باز– رفع الله درجته- فقد سئل بعد ذكر حديث الجنازة التي أثنوا عليها خيراً والأخرى التي أثنوا عليها شراً ... [الطحاوية 2/ 538]:
أحسن الله إليك أليس الأصل عدم ذكر مساوئ من مات؟
فأجاب - غفر الله له وأعلى درجته-:
بلى لكن إذا كان ذكر الشر للتنفير هذا مستثنى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنكر عليهم لما أثنوا شراً إذا كان للتنفير منه: هذا مبتدع، هذا داعي سوء، هذا ممن أعلن الفجور والمعاصي، للتنفير من شره فهو مستثنى، بخلاف من ستره الله فلا يبحث عن مساويه.
انتهى كلام العالم الرباني مجدد القرن الحالي غفر الله له وجمعنا به في دار كرامته من تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية [الشريط. 22/ب].
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.