ـ[مهداوي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 11:50 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الجزائري والأخوة الأفاضل، هل صحيح أن ابن باديس رحمه الله كان أشعريا رغم مدحه للدعوة النجدية ومحاربته لمنحرفي الصوفية؟؟
هذا ما واجهني به بعض صوفية الجزائر، بأنه كان يدرس جوهرة التوحيد والسنوسية وغيرها من متون الأشاعرة، وأن له تفسيرا للقرآن الكريم على الطريقة الأشعرية في تفسير آيات الصفات، أي تفويض وتأويل.
إن صح ذلك، فربما يكون هو سبب توجه بعض الصوفية لكتب الشيخ، وأي شيخ فهو صاحب الاسم الرنان في المغرب العربي!
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[27 - 01 - 06, 02:46 ص]ـ
سؤال للمشايخ الأفاضل:
هل الغماري المذكور هنا هو من له اهتمام بعلوم الحديث؟؟
أنا طويلب علم وسمعت بأن له اهتمام بالغ بعلوم الحديث فهل ما سمعته من الثناء عليه صحيح أم أنه لُبس علي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[27 - 01 - 06, 12:41 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
لقد قرأت كلام أخينا "مهداوي" عدة مرات، وذلك أني لم أصدق ما كتب، فأعدت قراءته حتى أتأكد مما كتبه وهو أمر عجب: إذ أن كل من قرأ ما كتبه الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى، أو قرأ ما كُتب عنه، يعلم يقينا أن الشيخ كان على مذهب السلف في الاعتقاد. لكن لا بأس أن أورد ههنا بعض الأدلة على ذلك:
أولا: أن الشيخ رحمه الله لم يعتمد في تدريس العقيدة كتابا من الكتب التي كانت سائدة في زمانه كما هو الشأن في دروس الفقه، فقد كان يدرس على طلبته مختصر خليل في الفقه المالكي. لكنه لم يفعل ذلك في العقيدة لعلمه بما في كتب العقيدة آنذاك من انحراف عن العقيدة الصحيحة. فكانت دروسه إملاءات مستدلا فيها بالقرآن والسنة الصحيحة، وقد جمعها تلميذه الشيخ محمد الصالح رمضان وطبعها بعنوان: "العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية". وقد طبع هذا الكتاب عدة مرات بالجزائر ثم طبع أخيرا بدار الفتح بالشارقة فيمكن لإخواننا المشارقة اقتناؤه والاطلاع عليه. أما ما ذكره من أن الشيخ كان يدرس الجوهرة والسنوسية فغير صحيح البتة.
ثانيا: مقدمة الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله لكتاب العقائد الإسلامية فقد جاء فيها: " والإمام –رضي الله عنه- كان منذ طلبه للعلم بتونس قبل ذلك -وهو في مقتبل الشباب- ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين قي العقائد الإسلامية، ويتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلما، وقد بلغه الله أمنيته فأخرج للأمة أجيالا على هذه الطريقة السلفية قاموا بحمل الأمانة من بعده، ووراءهم أجيال أخرى من العوام الذين سعدوا بحضور دروسه ومجالسه العلمية ..... "
ثم قال: "وهذا درس من دروسه ينشره اليوم في أصل العقيدة الإسلامية بدلائلها من الكتاب والسنة تلميده الصالح كاسمه محمد الصالح رمضان فجاءت عقيدة مثلى يتعلمها الطالب فيأتي منه مسلم سلفي موحد لربه بدلائل القرآن كأحسن ما يكون المسلم السلفي، ويستدل على ما يعتقد في ربه بآية من كلام ربه، لا بقول السنوسي قي عقيدته الصغرى: أما برهان وجوده تعالى فحدوث العالم! ..... "
ثم قال بعد ذلك: "وأما مغربنا هذا مع الأندلس فلم يتسع فيه علم الكلام إلى هذا الحد وإن كانوا يدرسونه على هذه الطريقة ويقلدونه، ويدينون باتباع رأي الأشعري ولم يؤلفوا فيه كتابا ذا بال إلا الإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني فإنه ألف فيه على طريقة المشارقة عدة كتب شاعت وانتشرت في الشرق والغرب، وقررت في أكبر المعاهد الإسلامية كالأزهر.
حتى جاءت دروس الإمام ابن باديس، فأحيا بها طريق السلف في دروسه، ومنها هذه الدروس، وأكملتها جمعية العلماء. فمن مبادئها التي عملت لها بالفعل لزوم الرجوع إلى القرآن في كل شيء لاسيما ما يتعلق بتوحيد الله، فإن الطريقة المثلى: هي الاستدلال على وجود الله وصفاته وما يرجع إلى الغيبيات لا يكون إلا بالقرآن. لأن المؤمن إذا استند في توحيد الله وإثبات ما ثبت له، ونفي ما انتفى عنه، لا يكون إلا بآية قرآنية مُحكمة، فالمؤمن إذا سَوَّلَتْ له نفسه المخالفة في شأن من أمور الآخرة، أو من صفات الله، فإنها لا تُسَوِّلُ له مخالفة القرآن.
¥