* وأخرج البخارى () عن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال أبوها قلت: ثم من. قال: ثم عمر بن الخطاب. فعد رجالاً ".
*قال ابن عبد البر في الإستيعاب ():
واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من بعده بما أظهر من الدلائل البينة على محبته في ذلك وبالتعريض الذي يقوم مقام التصريح ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فيه بشيء وكان لا يصنع شيئاً في دين الله إلا بوحي والخلافة ركن من أركان الدين.
ومن الدلائل الواضحة على ما قلنا ما حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي وأخبرنا أحمد بن عبد الله حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر. وحدثنا الطحاوي حدثنا المزني حدثنا الشافعي قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك تعني الموت. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لم تجديني فأتي أبا بكر ".
قال الشافعي: في هذا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر.
*
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعى بن حراش عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكرٍ وعمر واهتدوا بهدي عمارٍ وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ".
حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي العوام قال: حدثني أبي أحمد بن يزيد بن أبي العوام قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن خالد عن زر عن عبد الله بن مسعود قال:
كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب: أنشدتكم الله. هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامٍ أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله.
وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود:
اجعلوا إمامكم خيركم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامنا خيرنا بعده.
وكان عليّ رضي الله عنه يقول: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثنّى أبو بكر، وثلث عمر، ثم حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء.
وقال عبد خير: سمعت علياً يقول: رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع بين اللوحين.
*محنة الردة:
وكان لأبي بكر رضي الله عنه موقف عظيم من المرتدين ومانعي الزكاة، وتتمثل هذه العظمة في عدم مهادنته رضي الله عنه للمرتدين ومانعي الزكاة في ظل الظرف العصيب الذي أحاط بالأمة بُعَيد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتربص الأعداء ـ في الداخل والخارج ـ من المنافقين، ومن الفرس والروم بالدولة الإسلامية الفتية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله "، فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق. (صحيح البخاري ـ كتاب الزكاة)
*أخرج أحمد في المسند (=/ =) بسند صحيح، من طريق أبى إسحاق عن عبد خير عن عليّ:
ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ "أبو بكر والثاني عمر ولو شئت سميت الثالث".
قال أبو إسحاق: فتهجاها عبد خير لكيلا تمترون فيها قال على ّ.
*وفاته رضى الله عنه:
*قال ابن إسحاق: توفى أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة اشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال غيره وعشرة أيام وقال غيره أيضا وعشرين يوما. وكان ذلك في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. (=)
ـــــــــــــــــ
الاستيعاب: ت: ==)، سير الخلفاء:=
أخرجه الترمذى فى السنن (==)، وابن ماجة فى السنن (=)،
واحمد فى المسند (=ـ/ =) وغيرهم () الاستيعاب: ت=
ـــــــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى ==
¥