تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع هذا فإن كتب الفقه القديمة نجد الفتوى في حكم الغناء والسماع والموسيقى وأخذ الأجرة عليها. ينظر في هذا أبواب الكراهية والاستحسان، أو أبواب الحظر والإباحة في جميع كتب الفقه القديمة من جميع المذاهب الفقهية المتبوعة).

(- نظرتها السوداء إلى كل قديم من الفقه وأصوله، والصحابة والسلف: إن الناظر في هذه الحركة تبدو له في مواضع كثيرة مما قاله أصحابها أنهم ينظرون نظرة سوداء إلى كل قديم، سواء كان فقها أو أصول فقه، وسواء كان صحابة أو سلفا).

(- اعتبارها العقيدة الإسلامية والأحكام الفقهية مرتبطة بالظروف القائمة في كل قرن، وليست ثابتة:

لقد اعتبر الدكتور الترابي الأفكار الإسلامية المتعلقة بالاعتقاد، وكذلك الأفكار الإسلامية المتعلقة بالأحكام الشرعية العملية، أفكاراً غير ثابتة، وأنها مرتبطة بالظروف القائمة في كل قرن، لذلك فينبغي أن تتغير وتتبدل من عصر إلى عصر، وأنه لا نصيب لها من الخلود والبقاء. وهذا ما قاله في هذا الصدد: " وإذا كان الفكر الإسلامي في كل قرن فكراً مرتبطاً بالظروف القائمة، فلا نصيب من خلود بعدها إلا تراثاً وعبرة، وسواء في ذلك فقه العقيدة، أو فقه الشريعة ".

وهذه أفكار في منتهى الخطورة، إذ تجعل الأفكار الإسلامية أفكاراً هشة جدا، مردها وارتباطها الوحيد هو الظروف، فتتلون بحسب الظروف التي تحكمها. وليست هي الحاكمة والمهيمنة.

وهذه الفكرة الخطيرة يكثر من تردادها الدكتور الترابي في محاضراته ونشراته، وهي فكرة تثير الريب والتساؤلات، وتجعل الدين ألعوبة للحكام).

(- وصفها بأن الفقه كان تقليدياً، لا رسمياً، ولا شعبياً وأن الفقهاء وسطاء بين العباد وبين ربهم).

(- تشبيهها الفقهاء برجال الكنيسة، وتشبيهها الفقه الإسلامي بالفقه الإنجليزي)

(- اعتبارها أنه من حسن حظها ظهورها في بلد ضعيف الثقافة الإسلامية:

وإن مما يثير العجب والدهشة في هذه الحركة أنها تعتبر ضعف الثقافة الإسلامية في مكان ظهورها من حسن حظها. وأنه نعمة لا نقمة! فقد قال الدكتور الترابي: " من حسن حظنا في السودان أننا في بلد ضعيف التاريخ والثقافة الإسلامية الموروثة، وقد تبدو تلك لأول وهلة نقمة، ولعلها ببعض الوجوه نعمة! إذ لا تقوم مقاومة شرسة لتقدم الإسلام المتجدد "!

هكذا يا دكتور ترابي، من حسن حظك وحظ دعوتك أنك تقول ما تريد باسم الإسلام وباسم تجديده في بلد ضعيف الئقافة الإسلامية، وتعلل ذلك بأنه لكي لا تقوم مقاومة شرسة لتقدم ما تسميه ب " الإسلام المتجدد "!

(- عيبها على العلماء القدامى إيثارها الأحوط. ودعوتها للتفلت وعدم المحافظة:

الأمر الخطير في هذه الحركة أنها تعيب على العلماء القدامى إيثارهم في بعض المسائل الخلافية الأحوط والأسلم والأضبط، ثم تدعو إلى الانطلاق والانفلات وترك المحافظة على طريقة سلفنا الصالح في طريقة البحث، وفي التطبيق، حتى إن الدكتور الترابي لا يرضى بالدعوة إلى الاعتدال، وإنما يريد الدعوة إلى الانطلاق والحرية بدون تحفظ).

(- اعتبارها أهلية الاجتهاد جملة مرنة، وأن الجمهور هو الحكم في ذلك: تعتبر هذه الحركة أن أهلية الاجتهاد شيئ نسبي وإضافي، وأنها جملة مرنة ليس لها ضوابط ولا شرائط، وأن الجمهور هم الحكم في تمييزالذي هو أعلم، متخذين من أعرافهم مقاييس تقويم المجتهدين والمفكرين، ولنسمع إلى الدكتور الترابي ماذا يقول: " فإذا عنينا بدرجة الاجتهاد مرتبة لها شرائط منضبطة، فما من شيئ في دنيا العلم من هذا القبيل! وإنما أهلية الاجتهاد جملة مرنة من معايير العلم والالتزام، تشيع بين المسلمين ليستعملوها في تقويم قادتهم الفكريين! " ثم يقول: " وقد ينظم المجتمع أحياناً ضوابط شكلية مثل الشهادات، ليكون حمل شهادة الجامعة أمارة لأهلية بدرجة معينة، وحمل الشهادة الأعلى إيذانا باستحقاق ثقة أعلى، وهكذا، وربما يترك الأمر أمانة للمسلمين، ليتخذوا بأعرافهم مقاييس تقويم المفكرين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير