تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[فهد أبو سارة]ــــــــ[28 - 10 - 06, 01:51 م]ـ

الإخوة الأفاضل

في الحديث زيادة من الصحيحين: وإن غم عليكم فاقدروا له. أو كما قال عليه السلام

ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5

الله جل وعلا في هذه الآية يأمرنا بتعلم الحساب والتقدير، وختم الآية بقوله تعالى: (قوم يعلمون)، ثم نجد من يحجر علينا الحساب والتقدير!

مافائدة هذا العلم إن لم يكن مطبقا في المسائل الشرعية؟

ونقل الإجماع عن ابن المنذر رحمه الله أنه لا اعتماد في دخول الشهر وخروجه على الحساب الفلكي،يحتاج لتبيين الوجه الممنوع في هذه المسألة،لأن الحساب في الماضي يقتصر على حركة القمر بين المنازل، ومعلوم أن حركة القمر بين المنازل ليست منتظمة ويعتريها خلل تعود لطبيعة حركة القمر،أما في زماننا فقد تم التغلب على هذا الخلل لأن التقدير اليوم أصبح محددا بالدرجات القوسية والطالع المستقيم والميل، وهذا مالم يكن عند الأولين،ونقل الإجماع عن ابن المنذر رحمه الله ليس حجة قاطعة، ولايخفى على العارفين أن له مسائل نقل عنها الإجماع فردت ولم يؤخذ بنقله.

عندما كتبت كلمتي السابقة كان الغرض تنبيه الإخوة الأفاضل إلى أمر جدير بالنظر قد يخفى على الكثيرين منهم، وهذه المسائل تحقق بالتجربة والبرهان.

أنصح من يرغب بفهم هذه المسألة بإسهاب أن يقرأ كتاب: آفاق علم الفلك، للدكتور محمد أحمد سليمان، ففيه تفصيلات موسعة لكل راغب سواء من جهة علمية أو شرعية.

وليعلم الإخوة أن كل النجوم _أكرر كل - التي نراها إنما هي مرصودة ولها مقياس دقيق جدا محدد بـ (المطلع المستقيم) و (الميل)، وهو نظام الإحداثيات السماوي،وهذا يفيدنا بتحديد موقع الهلال بدقة متناهية في رقعة السماء وموقعه بالنسبة إلى الشمس.

الأصل في رؤية الهلال هي العين المجردة،والحساب العلمي الحديث أدق منها، ورؤية الهلال لابد أن تكون بانتفاء الموانع،ولرؤيته شروط منها معرفة لحظة ولادة الهلال ومكثه بعد مغيب الشمس وبعده الزاوي عن الشمس وكذلك ارتفاعه عن الأفق.

المثال الذي أورده الأستاذ آنفا بأن القمر يخرج من هنا وأن الرجل استطاع تحديد مكان خروج القمر بدرجة أذهلت الرجل الغربي، الحقيقة أنها ليست مسألة خارقة، فالقمر يسير على خط المنازل وهو مايسمى في علم الفلك (دائرة الكسوف) لايحيد عنها، وهذا الخط معروف يستطيع معرفته من له أدنى معرفة بعلم النجوم.

بعض الأعراب – إلى يومنا هذا – إذا نظروا الهلال باستطاعتهم تحديد إن كان ابن ليلة أو ابن ليلتين، وهذا من واقع تجربتهم ودربتهم على هذا الأمر، وهو نظر مقبول،فكيف بالفلكيين من أهل الاختصاص.

صاحب الحساب الفلكي يحدد لك المكان لخروج الهلال ويحدد لك شكله إن كان منتصبا أو مستويا أو أحدبا ويحدد لك مكانه في السماء وموقعه بالنسبة إلى الشمس وبعده بالدرجات بالنسبة إلى الأفق، ومكانه بالنسبة للبرج والمنزلة، وماعليك إلا التحقق من هذه النتيجة بنفسك.

بقيت مسألة أخذ هذا العلم من رجل عالم بالحساب،مشهود وموثوق بعلمه ودينه.

أما دعوى إهمال هذا العلم والاعتماد على مشاهدة متوهم والهلال غائب قبل الشمس، فإن هذا استخفاف بمكانة العلم، نخلص بهذا أن الحساب الفلكي علم يخدم الدين بتحديد المواقيت الشرعية.

بالنسبة إلى الأخ السائل عن رؤية الهلال في الأردن ـ فالذي قرأته في بعض الصحف أن الأردن من الدول المعتمدة على الحساب الفلكي في إعلان دخول الأشهر، واعتمدت أم لم تعتمد، الرؤية رؤيتان، رؤية حاسب عالم بموقع وبعد وإمكانية رؤية الهلال، ورؤية عامي لايصدق إلا مايرى بعينيه،وكم شهد أصحاب الرؤية والهلال رغم أنه لم يظهر بعد من الأفق!

أضف إلى هذا قضية اختلاف المطالع من بلد إلى آخر.

الحقيقة، بودي أن أتحدث مع أخ عالم بسير القمر وسرعته ووقت انتقاله على دائرة الكسوف، أو على الأقل لديه دراية بحركة القمر بين المنازل، ولكن هيهات.

ـ[الدسوقي]ــــــــ[29 - 10 - 06, 03:40 ص]ـ

الحادي والثلاثون: في بيان أن الله تعالى يطيل مدة الهلال ليراه الناس فضلا منه تعالى ونعمة فله الحمد والشكر، ولا اعتبار بكبره وصغره _ ذكره عياض والنووي _

عن أبي الْبَخْتَرِيِّ قال: (خَرَجْنَا لِلْعُمْرَةِ فلما نَزَلْنَا بِبَطْنِ نَخْلَةَ قال تَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ فقال بَعْضُ الْقَوْمِ هو ابن ثَلَاثٍ وقال بَعْضُ الْقَوْمِ هو ابن لَيْلَتَيْنِ قال فَلَقِينَا ابن عَبَّاسٍ فَقُلْنَا إِنَّا رَأَيْنَا الْهِلَالَ فقال بَعْضُ الْقَوْمِ هو ابن ثَلَاثٍ وقال بَعْضُ الْقَوْمِ هو ابن لَيْلَتَيْنِ فقال: أَيَّ لَيْلَةٍ رَأَيْتُمُوهُ قال فَقُلْنَا لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا فقال إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ اللَّهَ مَدَّهُ لِلرُّؤْيَةِ " فَهُوَ لِلَيْلَةٍ رَأَيْتُمُوهُ). رواه مسلم.

وبوب عليه الإمام النووي رحمه الله تعالى: (باب بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره وأن الله تعالى أمده للرؤية فان غم فليكمل ثلاثون) قال: (وهو ظاهر الدلالة للترجمة) ونقل عن القاضي عياض: (معناه أطال مدته إلى الرؤية يقال منه مد وأمد قال الله تعالى ((وإخوانهم يمدونهم في الغي)) قرئ بالوجهين أي يطيلون لهم) ا. هـ

وقال الشيخ علي القاري في شرح المشكاة: (قال بعض القوم هو ابن ثلاث أي صاحب ثلاث ليال لعلو درجته وقال بعض القوم هو ابن ليلتين، فقال ابن عباس: إن رسول الله مدة للرؤية أي جعل مدة رمضان زمان رؤية الهلال ذكره الطيبي قال القاري: والمعنى رمضان حاصل لأجل رؤية الهلال في تلك الليلة ولا عبرة بكبره بل ورد أن انتفاخ الأهلة من علامات الساعة) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير