"ومن هذه النظرة إلى الأشياء انطلقت الإباحية الوجودية في التراث الصوفي كله شعره ونثره، وأصبح مُجُوْنُ أئمة الزندقة هؤلاء أسراراً إلهية، وأحوالاً رحمانية، وحكمة مستورة عن أهل الظاهر. هذا صوفي معاصر للعفيفِ التلمساني والجلال الرومي اسمه الحاج بكداش (ت تقريباً 670هـ) هذا الذي تنسب إليه البكداشيه، يُروى عنه هذا الإسفاف في كتاب عن مناقبه:
مرَّ الحاج بكداشمارين يتسافدان، فقال لرفيقه الملا سعيد الدين: أتحب أن تكون العالي منها أم السافل؟
فلما قال سعد الدين: بل العالي. قال الحاج بكذاش: مازال عرق التَّعصُّب فيك سالماً لم يَجفَّ، هلاَّ قلت: السافل حتى تذوق لذة المعطي!
[أوزن فردوسي، مناقب الحاج بكذاش الولي ص63 - 64، نشر عبدالباقي، مكتبة الانقلاب اصطمبول 1958م]
وكذلك كتاب المناقب بالعربية مثل: الشعراني (ت973هـ) والمناوي (ت1031هـ) والنبهاني (1350هـ)، لا تخلو كتب مناقب أوليائهم عن هذا وشبهه، انظطلاقاً من هذه النظرة التلمسانية الوجودية.
هذا واصلٌ صوفيٌ اسمه الشيخ علي وحيش عاش في مصر ومات سنة (917)، روى الشعراني والنبهاني له ما يلي:
( ... وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره يُنزله عن حمارته ويقول: أمسك لي رأسها حتى أفعل بها، فإاذ امتنع سمَّره في الأرض فلا يستطيع أن ينقل خطوة واحدة، وإن أطاع حصل له خجل عظيم من المارة الناظرين إليه).
وهذه كرامة أخرى تلمسانية صوفية، ذكرها النبهاني أيضاً في أوسع كتب مناقب أولياء الصوفية، ولو كان يعرف الفارسية لضمَّ مناقب الأفلاكي إلى كتابه لأنها على شرطه!
حكى قصة وليٍّ يقال له علي العمري فذكر –والصراحة في التعبير منقولة عنه- أنه غضب على خادمه وهما في الحمام، فعزم (عزمة كُمَّل الصوفية!) على تأديبه، فأخذ بإحليل نفسه بيديه الاثنتين وأخرجه من تحت إزاره، فطال طولاً عجيباً حتى بلغ كتفه بل جاوزها، ثم جعل يوقع بإحليله على خادمه جلداً جلداً، أما الخادم فيتلوَّى من الألم وشدته فلما رأى الولي (المطاطي) بلوغه الكفاية في التأديب، جعل إحليله يرجع إلى خلقته الأولى.
وإني لجدُّ معتذر أيها القارئ، مما نقلته إليك .. مما يخدش الحياء، لا أقول بأظافير الخنا بل بمخالبه!. "
من كتاب [أخبار جلال الدين الرومي] ص68 - 69
أعده
أبو عمر الدوسري
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/33.htm
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[22 - 11 - 06, 11:48 م]ـ
مناقب العارفين في أخبار جلال الدين الرومي
كتاب "مناقب العارفين في أخبار جلال الدين الرومي" تأليف شمس الدين أحمد الأفلاكي.
وقد قام الشيخ الفاضل أبو الفضل القونوي حفظه الله ومد في عمره وأثره، بترجمة بعضاً منه لكي يظهر فساد ما عليه الصوفية، وسماه "المنتخب من مناقب العارفين في أخبار جلال الدين الرومي".
ومما جاء في هذا الكتاب من قلة الأدب والكفر والعياذ بالله، ما نقله الأفلاكي عن عارف جلبي حفيد ابن الرومي، قال: ((وزارت حضرة عارف ذات يوم امرأة درويشة عالمة من أهل القلوب، وقد جلبت معها كثيراً من الهدايا والنعم والثياب، وبعد جلسة وحديث وإقرار بانتسابها طويل، سألته فقالت: ما مصير أمثالنا من المسكينات يوم القيامة؟ ما هي عاقبتنا في ذلك العالم؟
فقال عارف: " وعدَّ لها من نعيم الجنة وما أُعدَّ لأهلها، وكلما سكت سألته المرأة وماذا بعد؟ وماذا بعد؟ كل ذلك وهو يجيب بنعمة من نعمها ........ حتى سألته فقالت: وأي شيء بعد؟
فقال حضرة عارف: ستكون آخر النعم في علِّيّين ( ....... ) خُلقت من القدرة، في طول مئذنة تشبع شهوات الفقيرات من الأرامل ومن مُلِئن بالدلال والغنج منهن، وسيتلذذن بما ورد في آية: {ولدينا مزيد} ويبلُغْن الراحة، فهل ثمَّ شيء بعد أطيب من هذا؟
فلما سمعت المرأة المخلصة هذا سجدت لتوها، وأهدت ما تلبسه للمغنيات والمغنين وولت فرحة جذلى)).
(الأفلاكي ج2 ص 558 - 559)
¥