تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الطبري: تفسير الطبري ج2/ص176

وأولى التأويلين بالآية التأويل الذي روي عن رسول الله أنه قال الخيط الأبيض بياض النهار والخيط الأسود سواد الليل وهو المعروف في كلام العرب قال أبو دؤاد الإيادي فلما أضاءت لنا سدفة ولاح من الصبح خيط أنارا وأما الأخبار التي رويت عن رسول الله أنه شرب أو تسحر ثم خرج إلى الصلاة فإنه غير دافع صحة ما قلنا في ذلك لأنه غير مستنكر أن يكون شرب قبل الفجر ثم خرج إلى الصلاة إذ كانت الصلاة صلاة الفجر هي على عهده كانت تصلى بعد ما يطلع الفجر ويتبين طلوعه ويؤذن لها قبل طلوعه

وأما الخبر الذي روي عن حذيفة أن النبي كان يتسحر وأنا أرى مواقع النبل فإنه قد استثبت فيه فقيل له أبعد الصبح فلم يجب في ذلك بأنه كان بعد الصبح ولكنه قال هو الصبح

وذلك من قوله يحتمل أن يكون معناه هو الصبح لقربه منه وإن لم يكن هو بعينه كما تقول العرب هذا فلان شبها وهي تشير إلى غير الذي سمته فتقول هو هو تشبيها منها له به فكذلك قول حذيفة هو الصبح معناه هو الصبح شبها به وقربا منه

وقال بن زيد في معنى الخيط الأبيض والأسود ما حدثني به يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر قال الخيط الأبيض الذي يكون من تحت الليل يكشف الليل والأسود ما فوقه

وأما قوله من الفجر فإنه تعالى ذكره يعني حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود الذي هو من الفجر

وليس ذلك هو جميع الفجر ولكنه إذا تبين لكم أيها المؤمنون من الفجر ذلك الخيط الأبيض الذي يكون من تحت الليل الذي فوقه سواد الليل فمن حينئذ فصوموا ثم أتموا صيامكم من ذلك إلى الليل

وبمثل ما قلنا في ذلك كان بن زيد يقول حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله من الفجر قال ذلك الخيط الأبيض هو من الفجر نسبة إليه وليس الفجر كله فإذا جاء هذا الخيط وهو أوله فقد حلت الصلاة وحرم الطعام والشراب على الصائم

وقال النسفي في تفسيره:

تفسير النسفي ج1/ص92

وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض هو أول ما يبدو من الفجر المعترض فى الأفق كالخيط الممدود

وقد ذكر الحافظ ابن رجب أن النخعي وغيره أن الفجر يطلع في السماء حين ينتشر الضوء على وجه الأرض وروي عن ابن عباس وغيره حتى ينتشر الضوء على رؤوس الجبال وذكر عن بعض أهل العلم أن وقت الصلاة يدخل قبل وقت إمساك الصائم ونقل عن علي رضي الله عنه أنه لما صلى قال الآن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر

ثم قال ابن رجب: وأنه يجوز الدخول في صلاة الفجر بغلبة ظن طلوع الفجر كما هو قول أكثر الفقهاء ثم استدل بحديث ابن مسعود في صحيح البخاري وفيه في صلاة الفجر في مزدلفة: أنه صلى الفجر حين طلع الفجر قائل يقول: قد طلع الفجر وقائل يقول: لم يطلع الفجر

ثم قال ابن رجب:

لكن هل المراد إنارة الأفق بطلوع الفجر فيه ابتداء أم إنارة الأرض بظهور النور على وجهها؟ هذا محل نظر وحمله على الأول أقرب لأنه موافق فعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وعلى هذا المعنى يحمل كلام أحمد بل هو ظاهره أو صريحه وهو حسن

إلى أن قال: وقد حمل أحمد حديث رافع بن خديج [أسفروا بالفجر .. ] في الإسفار في هذه الرواية على ظاهره لكنه فسر الإسفار برؤية الضوء على الحيطان وجعل التأخير بعده تفريطا " ا. هـ

وعلى قول القرطبي بأن هذا القول وهو ابتداء طلوع الخيط بأنه هو الذي جاءت الأخبار ومضت عليه الأمصار نحصر الكلام بهذا الخيط الذي يظهر

لقد خرجت مرارا وتكرارا ولا أشك بل ولا أدنى شك أن الوقت دخل بعد عشر دقائق ورأيت خطا عريضا لكني لم أره بعرض الخيط لعدم قوة الإبصار ولا أحتاج أن أسمع لأحد لأني رأيته بعيني

لقد رأيت خطا عريضا واضحا جدا في جهة الشرق لا يماري أحد في خروجه وأريته كثيرا من الإخوة فكيف إذا كان الرائي قوي البصر فهذا سيراه قبلي قطعا

وللحديث بقية ..

المقرئ

ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 06, 03:43 ص]ـ

شيخنا المقرىء

بارك الله فيك على هذه النقولات المفيدة

ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 06, 04:04 ص]ـ

تأمل عبارة ابن رجب - رحمه الله

(وأنه يجوز الدخول في صلاة الفجر بغلبة ظن طلوع الفجر كما هو قول أكثر العلماء على ما سبق ذكره.)

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 11 - 06, 06:41 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير