صلى الله عليه وسلم حتى يعز الدواء ويصبح ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة وفرارا بالدين.
إن كل أمر سيء يلم ببلادنا أيا كان المتسبب فيه فالضرر منه واقع على الجميع ولو انشغل أهل الدار بالسؤال عمن أشعل النار أوقدت النار بالجميع ولم تسأل عمن أشعلها.
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[08 - 12 - 06, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم
أخي د. محمد بارك الله فيك
شرعت في الحديث عن تاريخ الأمة في القرن الثامن الهجري حيث آخر الهجمات الصليبية .. ثم عرجت على أثر الهزيمة على أوروبا ... ثم شرعت تتحدث عن أحوال الأمة في هذا العصر ... منطلقا من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم .... في وصفه لأحوال الناس في آخر الزمان وتوجيهه بأن يدع المسلم أمر العامة وينصرف إلى خاصة أمره ,,,,,!!! ثم في آخر المطاف ذكرت حديث أبي ثعلبة الخشني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك يعني بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزادني غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم.
كلامك جميل ولكن فيه تداخل كبير بين قضايا عدة
المسألة الأولى هي كيف كان حال المسلمين في القرن الثامن والتاسع؟؟؟
وهل انتصار المسلمين يدل على حسن أحوالهم في ذلك القرن؟؟
ولا أظن أحد من المؤرخين أثنى عليهم!!
المسألة الثانية تتعلق بأثر الغزو الصليبي على المسلمين هل كان سببا في عودتهم إلى عرى الإسلام التي تركوها!!! وهي كثيرة!! أم أن الناس استمروا على ما هم عليه من غفلة ...
ثم عقبهم الغزو المغولي فهل استفادوا من دروس الهزيمة؟؟
المسألة الثالثة في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آخر الزمان هل قال أحدا من الفقهاء بترك الأمر والنهي عن المنكر إذا تبدل الزمان وشاعت الخصال التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم.؟؟
والمسألة الرابعة: أسباب الانحطاط والذل التي تعيشه الأمة في كافة الأصعدة؟؟ ويظهر أخي د. محمد أنك تريد أن تصل إلى هذا الأمر وياحبذا أنك أفردت المسألة مباشرة وطرحت تصوراتك عن أسبابها حتى يشاركك الغير
وأخيرا العنوان غير مناسب فأنا كغيري ترددت في الدخول للموضع ولو أنك جعلت هذا العنوان أسباب هزيمة المسلمين في هذا العصر دعوة للمناقشة لكان أصوب ...
بارك الله فيك وزادك علما وأدبا
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:42 م]ـ
أخي أبا أحمد الحنبلي:
شكرا لك على قراءتك الفاحصة لمقالتي وهذه الملاحظات الدقيقة التي أفادتني كثيرا وسوف أبدأ بالحديث عن آخر ملاحظة وهي المتعلقة بالعنوان:
كان هناك جزء آخر للعنوان يوضح الدافع لكتابته ولعل المشرفين وفقهم الله رأوا عدم مناسبته أو طوله فاكتفوا بهذا الجزء منه
ثم إن هذا العنوان كما هو الآن يعبر عن الانطباع لدى كاتب المقال لكنه والحق معك لا يصلح عنوانا في منتدى علمي كهذا الذي نحن فيه ولذلك فأنا أعتذر منك ومن بقية الإخوة عن هذا الخطأ في الاختيار وسوف أحاول إضافة شرح له.
أما مسألتك الأولى: فالجواب والله أعلم: فلا يخفى أمثالك حال العلم الشرعي من الوفرة في الكتابة الموسوعية وكثرة العلماء فيه لاسيما في عواصم الإسلام أما حال الناس فالذي يظهر للمطالع في كتب التاريخ أن هناك عاطفة إسلامية قوية جدا لدى عوام المسلمين مع تعلق بأهل العلم وأهل العلم في ذلك الوقت يشيع بينهم التصوف الذي يدعوهم إلى التساهل مع البدع وعدم الوقوف في وجه مظاهر الشرك التي كانت شائعة في تلك الفترات في العالم الإسلامي.
أما القرنين السادس والسابع فقد ضرب التصوف عدة ضربات أهمها الضربة العملية على يد نور الدين زنكي ومن بعده صلاح الدين الأيوبي حيث أبطل هذان القائدان الخنوع والاستسلام وأحييا فريضة الجهاد وكان لصنيعهما أبلغ الأثر فيمن جاء بعدهما من المجاهدين من أمثال المظفر قطز والظاهر بيبرس
أما قولك: وهل انتصار المسلمين يدل على حسن أحوالهم في ذلك الوقت؟
فالجواب: نعم يدل ولكن ليس تحسنا كاملا في جميع الأحوال وأهم تحسن كان في الاتجاه إلى الجهاد كحل واقعي وشرعي بدلا مما كان يوصي به الغزالي في إحياء علوم الدين من النصراف إلى البوادي والانسلاخ عن الدنيا مع أن عصر الغزالي كان عصر دخول الصليبيين
أما قولك لا أظن أحدا من المؤرخين أثنى عليهم
المؤرخون المسلمون للأسف لم يكونوا يعتنون كثيرا بدراسة أحوال الناس ومع ذلك إقرأ سيرة ابن تيمية وأحوال الناس في عهده وإقبالهم عليه ترى عجبا
أما سؤالك هل رجع المسلمون إلى الدين إثر الغزو الصليبي فأقول: مقالي ينصب على أن المسلمين لم يستفيدوا من أخطائهم وهذا من ذلك
أما المسألة الثالثة فلعلي أفرد لها مقالا في شرح هذا الحديث
أما المسألة الرابعة فهي صلب مقالي والذي توصلت إليه في هذا المقال هو كالتالي:
لماذا هذا الواقع السيء؟
لأننا لا نستفيد من أخطائنا؟
لماذا لم نستفد من أخطائنا؟
لأننا لم نرجعها إلى جذورها؟
ما هي جذور أخطائنا؟
ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيثار الدنيا واتباع الهوى وإطاعة الشح ...
وما ذكرته عن الحروب الصليبية
هو أبرز مظاهر تخلفنا في مناقشة أخطائنا واستفادة أعدائنا من أخطائهم
فقد ذكر أن عدد المؤلفات التي ألفت في الغرب لمناقشة أسباب فشل الحروب الصليبية بلغت ثلاثين ألفا وحتى اليوم لا أعلم أن هناك مؤلف واحد عند المسلمين في أسباب نجاحنا في طرد الصليبيين مما أدى إلى هزيمتنا في الحروب الصليبية المعاصرة
والله أعلم.
¥