تعرّف على (ابن وهب) غفر الله له.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة العالم الرباني
(ابن وهب)
بحر من بحور العلم
اسمه:
عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم المصري.
كنيته:
أبو محمد
مولده:
سنة 125 هـ
مناقبه:
طلب العلم وله سبع عشرة سنة
روى عن الإمام مالك كثيراً
وروى عن ابن لهيعة، وروايته عنه مستقيمة
لقي بعض صغار التابعين
قال عنه الذهبي:
وكان من أوعية العِلْم، ومن كنوزِ العمل.
قال ابن القاسم:
لو ماتَ ابنُ عُيينة لضُرِبَتْ إلى ابنِ وَهْبٍ أكْبَادُ الإِبل، ما دوَّنَ العلمَ أحدٌ تدوينَه.
وقال أبو زُرعةَ:
نظرتُ في نحوٍ من ثلاثين ألف حديث لابن وَهْب، ولا أعلمُ أَنِّي رأيتُ له حديثاً لا أصلَ له، وهو ثقةٌ، وقد سمعتُ يَحيى بنَ بُكَير يقولُ: ابنُ وَهْبٍ أفقهُ من ابنِ القاسم.
وقال أحمدُ بنُ صالح الحافظ:
حَدَّثَ ابنُ وَهْبٍ بمائة ألفِ حديث، ما رأيتُ أحداً أكثرَ حديثاً منه، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه.
عقب الإمام الذهبي على ذلك بقوله؛ قلت ُ:
كيف لا يكونُ من بُحورِ العلم، وقد ضمَّ إلى علمِهِ علمَ مالكٍ، واللَّيثِ، ويحيى بنِ أيوب، وعَمْرِو بنِ الحارث، وغيرِهم
قال خالدُ بنُ خِداش:
قُرِىءَ على عبدِ الله بنِ وَهْبٍ كتابُ أهوالِ يومِ القيامة -تأليفه - فَخَرَّ مَغْشِيَّاً عليه، قال: فلم يتكلَّم بكلمةٍ حتى ماتَ بعدَ أيامٍ رحمه اللَّهُ تعالى.
وعن سُحْنُون الفقيه قال:
كان ابنُ وَهْبٍ قد قَسَمَ دهرَهُ أثلاثاً، ثُلُثاً في الرِّبَاط، وثُلُثاً يعَلِّمُ النَّاس بمصر، وثُلُثاً في الحجِّ، وذكر أنه حجَّ ستاً وثلاثين حجَّة.
وفي سير أعلام النبلاء:
وبلغنا أَنَّ مالكاً الإِمامَ كان يكتُبُ إليه: إلى عبدِ الله بنِ وَهْبٍ مُفتي أهل مصر، ولم يَفعلْ هذا مع غيره. وقد ذُكِرَ عنده ابنُ وهبٍ وابنُ القاسم، فقال مالك: ابنُ وَهْبٍ عالم، وابنُ القاسم فقيه.
قال أحمدُ بنُ سعيد الهَمَذَاني:
دخل ابنُ وهبٍ الحمَّام، فسمع قارئاً يقرأُ: (وإذْ يَتَحَاجُّونَ في النَّار) فغُشِيَ عليه.
قال أبو زيد بنُ أبي الغَمْر:
كنَّا نُسمِّي ابنَ وَهْبٍ ديوانَ العلم
قال ابنَ وَهْبٍ:
نَذَرْتُ أَنِّي كُلَّما اغتبتُ إنساناً أَن أصومَ يوماً، فأَجهَدَني، فكُنتُ أغتابُ وأصوم، فنويتُ أنِّي كُلَّما اغتبتُ إنساناً أن أَتَصَدَّق بدرهم، فمن حُبِّ الدَّرَاهم تركتُ الغِيبة.
عقّب عليه الذهبي بقوله:
قلتُ: هكذا والله كان العُلَماءُ وهذا هو ثَمَرَةُ العلمِ النافع.
قال أبو الطَّاهر بنُ عَمْرو:
جاءنا نَعْيُ ابنِ وهب، ونحن في مجلس سُفيان بنِ عُيينة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أُصيب به المسلمون عامَّة، وأُصِبْتُ به خاصَّة.
قال الذهبي:
قلتُ: قد كان ابنُ وهْبٍ له دنيا وثَروةٌ، فكان يَصِلُ سُفيان ويَبَرُّه، فلهذا يقول: أُصِبتُ به خاصَّة.
وأُريد على القضاء وطُلب فتغيّب:
قال حجَّاجُ بنُ رِشْدِين: سمعتُ عبدَ الله بنَ وَهْبٍ يتذمَّرُ ويَصيح، فأشرفتُ عليه من غُرفَتي، فقلتُ: ما شأنُكَ يا أبا مُحمد؟ قال: يا أبا الحسن بينما أنا أرجو أَنْ أُحشرَ في زُمرةِ العُلماءِ أُحشَرُ في زُمرة القُضَاة. قال: فتغيَّبَ في يومه، فطلبُوه.
قال يونُسُ الصَّدَفي:
عُرِضَ على ابنِ وَهْبٍ القَضَاءُ، فجنَّنَ نفسَه، ولزِمَ بيتَه.
قال أبو حاتِم البُسْتي:
ابنُ وَهْب هو الَّذي عُني بجمع ما روى? أهلُ الحِجاز وأهلُ مصر، وحفظَ عليهم حديثهم، وجمعَ وصنَّف، وكان من العُبَّاد.
ومما يدل على فضله أن الإمام مالك رحمه الله يأخذ بقوله وروايته
روى ابن أبي حاتِم قال: حدثنا أحمدُ ابنُ أخي ابنِ وَهْب، حدثني عَمِّي (ابن وهب) قال: كنتُ عند مالكٍ، فسُئِلَ عن تخليلِ الأصابع، فلم يَرَ ذلك، فتركتُ حتى خفَّ المجلسُ، فقلتُ: إنَّ عندنا في ذلك سُنَّة: حدثنا اللَّيثُ وعَمْرو بنُ الحارث عن أبي عُشَّانة عن عُقْبَةَ بنِ عامر أنَّ النبيَّ قال: إذا تَوَضَّأْتَ، خَلِّلْ أَصابِعَ رِجْلَيْكَ. فرأيتُه بعد ذلك يُسألُ عنه، فيأمرُ بتخليل الأصابع، وقال لي: ما سمعتُ بهذا الحديث قطُّ إلى الآن.
قال ابنُ وَهْب:
سمعتُ من ثلاثمائة وسبعين شيخاً.
ما رؤي له بعد وفاته:
روى ابنُ عبد البَر عن سُحنون بنُ سعيد أنه رأى عبدَ الرحمن بنَ القاسم في النَّوم، فقال: ما فعل اللَّهُ بك؟ فقال: وجدتُ عنده ما أُحِبُّ. قال له: فأيَّ أعمالك وجدتَ أفضل؟ قال: تِلاوَةُ القرآن. قال: قلتُ له: فالمسائِل؟ فكان يُشير بأصبعه يُلَشِّيها. قال: فكنتُ أسألُهُ عن ابنِ وَهْبٍ، فيقولُ لي: هو في علِّيين.
وفاته:
في آخر شَعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين.
رحم الله عالم الأمة في زمانه: عبد الله بن وهب.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
[email protected]
¥