تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم انصرف فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله هذه زينب! فقال: «أي الزيانب؟» فقيل: امرأة ابن مسعود قال: «نعم ائذنوا لها» فأذن لها، قالت: يانبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حُلِيُّ لي، فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولدَه أحق من تصدقت به عليهم! فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «صدق ابن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم» لفظ البخاري. وفي لفظ آخر عند البخاري وعند مسلم: قال: «نعم، لها أجران، أجر القرابة وأجر الصدقة».

سادساً: كيف تتصرف المرأة بمالها؟

للمرأة سلطانها الكامل على مالها، فهي تنفق منه كيف شاءت، لا منعها من ذلك أحد، ولاتحتاج لإذن أحد، ولذا فيجدر بالمرأة التي هيأ الله لها وظيفة مباحة تنال من خلالها من مال الله، فتكفي نفسها وتستغني عن الآخرين، يجدر بها أن تلاحظ إنفاق المال في مراضي الله ومحابه، وأن يكون عوناً لها على أمر الدنيا والآخرة، وأن تسعى لاستثماره الاستثمار الأمثل.

ففي القرآن الحكيم: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين} «القصص: 77».

وثبت في جامع الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه».

ولها خير أسوة بالسابقات الصالحات من الصحابيات، ومن الأمثلة على ذلك:

ما ثبت عن السيدة الجليلة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أنها كانت تتجر بالمال، وكان من تجارتها ما أعطته للنبي عليه الصلاة والسلام ليتجر به، ولما تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام كان لها من الأثر الحميد في ذلك ماهو معلوم.

وثبت في الصحيحين عن عائشة أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً» قالت: فكُنَّ يتطاولن أيتهن أطول يداً. قالت: فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق. لفظ مسلم.

وثبت في المسند وصحيح ابن حبان عن ريطة امرأة عبدالله بن مسعود، أم ولده، وكانت امرأة صناعاً وليس لعبد الله بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده من ثمرة صنعتها، وقالت: والله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة، فما أستطيع أن أتصدق معكم، فقال: ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي، فسأل رسول الله عليه الصلاة والسلام هو وهي، فقالت: يارسول الله، إني امرأة، ولي صنعةُ فأبيع منها، وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شيء، وشغلوني فلا أتصدق، فهل لي في النفقة عليهم من أجر؟ فقال: «لك في ذلك أجر ماأنفقت عليهم، فأنفقي عليهم».


منقول

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير