خَصَّصَتْ معظم جامعات المملكة لكليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية فيها ثماني وحدات دراسية [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn1) لتُقَدِّم من خلالها الثقافة الإسلامية التي تراها مناسبةً وضروريةً لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية. وقد جاء اختيارها للموضوعات متقاربًا إلى حدٍّ ما- باستثناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn2)- وإنِ اختلفت فيها من حيث السَّعَةُ أو الإيجازُ، كما اختلفت في التسميات والمستويات.
ويمكن حصر الموضوعات التي هي محل اتفاق بينها في الآتي:
1 - المدخل للثقافة الإسلامية.
2 - العقيدة والعبادة.
3 - الأخلاق.
4 - الأسرة.
5 - النظام الاقتصادي.
6 - النظام السياسي.
7 - النظام الاجتماعي.
8 - التحديات التي تواجه الأمَّة (الغزو الفكري، التنصير، الاستشراق، الحركات المعادية للإسلام).
وأما الموضوعات التي انفردت بها بعض الجامعات فهي:
1 - مصادر التشريع، والاجتهاد، والفتوى.
2 - نظام العقوبات في الإسلام.
3 - المجتمع الإسلامي وقضاياه المعاصرة (حوار الحضارات، حقوق الإنسان، التطرف والغلو، الإرهاب، مشاكل الشباب).
4 - الحضارة الإسلامية [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn3).
ويلاحظ أن أكثر الجامعات قد دمجت بين المدخل للثقافة والعقيدة والعبادة في مقرَّر واحد، كما أن بعضها دمجت بين النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وبعضهم أضاف إليها الأخلاق والأسرة، وبعضهم الآخَر أضاف إليها العقوبات.
الأهداف العامة لمقرَّرات الثقافة الإسلامية:
يمكننا أن نوجز الأهداف العامة لمقرَّرات الثقافة الإسلامية بجامعات المملكة في الآتي:
1 - أن يَمْلكَ الطالب الرؤية الصحيحة لدينه، عقيدةً وأخلاقًا، وشريعةً ونظامَ حياة، يحكم جميع مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
2 - أن يُدرِك كمال الإسلام وصلاحِيَته لكلِّ مكانٍ وزمانٍ عن علم ومعرفة، وأن يقف عن كَثَبٍ على تفوُّقِه على غيره من الأديان والشرائِع والفلسفات الوضعيَّة أو السماويَّة المحرَّفة، وأن يوقِنَ بأنَّه مَهْمَا استجدَّتِ الوقائع والمسائل؛ فإنَّ الشريعة تستوعبها.
3 - أن يقف على مقاصد الشريعة وقواعدها وأصولها العامَّة؛ بحيث يتكوَّن لديه (فقه النَّفْس)، الذي يمكِّنه من تحديد موقِفِه إزاء المسائل المستجِدَّة، إلى أن يتيسر له مراجعة أهل العلم.
4 - أن يتعرَّف على التحدِّيات التي تواجه أمَّته في عقيدتها وأخلاقها وشريعتها؛ بل وجودها وتميُّزها، ويتعرَّف على الجهات التي تقف خلفها، ووسائلها التي تستخدمها في معركتها مع الدِّين، وأن يتعرَّف على كيفية مواجهتها وسُبُلِ إحباط كيدها.
مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها:
لا شكَّ أنَّ هذه المقرَّرات قد أثمرتْ نتائِجَ طيّبة ومفيدة، وأسهمت بصورة كبيرة وملحوظة في توجيه الطلاب وتَرْبِيَتِهم التربية الإيمانية والسلوكية الصحيحة، وكان لها أعظم الأثر في رسم طريق مستقبلهم الذي يَسْعَوْنَ إليه.
ورُبَّما لا يَشْعُر بِذلك مَنْ لم يَعِشْ خارِجَ المملكة، ولم يخالط هذه الشريحة من أبناء مجتمعاتنا الإسلامية الأخرى، الذين تلقَّوْا تعليمَهُم العالي في جامعات بلدانهم أو البلدان الأخرى غير الإسلامية.
إنَّ الذي يخالطهم يرى أن كثيرًا من أبناء المسلمين اليوم ينظرون إلى الدِّين النظرةَ التي رسمها أعداؤه لهم! إذ يعتبرونه من الأمور الشخصية، التي يرجع إلى كلِّ فرد مسألة اتخاذ قراره بشأنه وتحديد موقفه منه، وليس من حقِّ أحدٍ التدخُّل فيه، أو حتى مجرَّد السؤال عنه. يرى أنَّ الدِّين أضحى شيئًا ثانويًّا في حياتهم! وهؤلاء ليسوا فئة قليلة في المجتمع؛ بل يمثِّلون نصف الطبقة المثقَّفة أو أكثر أو أقل بقليل، على حَسَبَ سياسة الدولة وموقفها من مسألة التديُّن.
والفئة الأخرى التي لا تنتمي إلى هذه الشريحة – بل تلتزم بدينها وتعتز به- تكون قد تأثَّرت وتحصَّنت بفِعْلِ عوامِلَ أخرى لا دخل للجامعات أو مؤسسات التعليم الرسمية بها.
¥