تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مادام أنه قد أسلم فإنه يطالب بالصيام، التدرج كان في أول الأمر, فرضية الصيام على الناس كانت في أول الأمر ثم بعد ذلك تعين صيام شهر رمضان ولهذا فإن التدرج لا يبقى بعد ذلك إنما كان في وقت فرضية صوم شهر رمضان.

لهذا من أسلم يبين له أن صيام شهر رمضان واجب وأنه ركن من أركان الإسلام ويؤمر بالإسلام ولا يقال بالتدرج في هذه الحال, نعم التدرج يمكن في بعض الأمور التي تقبل التأجيل كالختان مثلاً, لا يؤمر بالختان مباشرة ولكن ينتظر حتى يقوى إيمانه فيمكن أن يسلك مسلك التدرج في هذا لكن بالنسبة للصيام فهو الركن الرابع من أركان الإسلام فيبين له ويؤمر بصيام شهر رمضان.

تسأل عن صيام شهر شعبان كاملاً؟

جاء في بعض الروايات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصومه كله وقال بعض أهل العلم: إن هذا يكون خاصاً بشهر شعبان لقول عائشة: (ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهراً كامل) فإذا صامه كله, الأقرب أن ذلك لا بأس به لأن هذا الصوم نافلة ويستحب للمسلم أن يستكثر من صوم النوافل وإنما الذي ورد فيه النهي هو أن يصوم الدهر كله, السنة كلها أما إذا كان فقط يقتصر على صيام شهر شعبان فلا يظهر أن هناك مانعاً- والله تعالى أعلم-.

تسأل عن حديث (إن الله قد أمده لكم لتروه)

نعم هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (قال: تراءى الناس الهلال فقال بعضهم: هو ابن ليلتين. وقال بعضهم: هو ابن ثلاث. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله قد أمده لكم لتروه) يعني: إن الله- تعالى- قد أمد هذا الهلال حتى تروه فيبدو كبيراً أو يعني: أكبر من حجمه في أعين الناظرين أو نحو ذلك.

وهذا يدل على أن الله- تعالى- قد يمد الهلال حتى يراه الناس وهذا- كما ذكرت- يؤيد القول الذي رجحناه هو أنه إذا شهد الشاهد العدل الثقة برؤية الهلال فيجب الأخذ بشهادته ولا ترد شهادته لقول حاسد مثلاً وذلك لأن الله- تعالى- قد يمد هذا الهلال لكي يراه الناس فالعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، قد يمد الله الهلال فيكون هذا أمراً خارقاً للعادات هذا هو أحد المعاني التي يحتملها هذا الحديث أخذاً من عموم اللفظ لأن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قد أمده لتروه) يفيد هذا الاحتمال وهذا كما ذكرت يقوي القول بأنه لا ترد شهادة الشاهد العدل الثقة لقول حاسد.

ذكرتم أن الكافر مخاطب بفروع الشريعة ويعاقب عليها فهل إذا أتى بها وهو كافر مع عدم صحتها منه يسقط عنه العقاب, أعنى: العقاب على الفروع ويبقى العقاب على أصل الكفر؟

هذا مذكور في قول الله - عز وجل-: ? وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورً?23?? [الفرقان: 23] فجميع أعمال الكفار يجعلها الله - عز وجل- يوم القيامة هباءً منثوراً لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً ويعاقب على كفره ويعاقب على ترك فروع الإسلام وذلك لأنه قد كفر بالله - عز وجل-.

لكن قد دلت السنة على أن الكافر إذا عمل لله- تعالى- حسنة من الأمور التي لا يشترط فيها الإسلام مثل: بذل النفقات في وجوه الخير ونحو ذلك فإن الله- تعالى- يجزيه عليها في الدنيا لقوله -عليه الصلاة و السلام- في صحيح مسلم: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يُعطى بها في الدنيا ويُطعم بها في الآخرة وأما الكافر فيعطى بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا).

فبين -عليه الصلاة و السلام- أن الكافر يجزى على ما عمل من حسنات لله - عز وجل- مما يقبله الله- سبحانه- كما ذكرنا كبذل الأموال في وجوه الخير وفي الصدقة على الفقراء والمساكين وفي إغاثة الملهوف ونحو ذلك هذا يجزى عليه الكافر في الدنيا يجزيه الله- تعالى- على هذا العمل في الدنيا وأما في الآخرة فإن الله- تعالى- يجعل أعمال الكافر كلها هباءً منثوراً ? وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورً?23??.

يتساءل عن صرف الزكاة لصاحب الدش؟

على كل حال المسلم إذا كان عاصياً- بغض النظر عن السؤال الذي طرحه الأخ المسلم- العاصي يجوز أن يعطى من الزكاة مادام أنه مسلم وليس هناك أحد يخلو من التقصير سواء كان مما ذكره الأخ أو بغيره ليس هناك أحد يخلو من التقصير فمن الذي يكون سليماً من التقصير؟!!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير