تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلذلك ما دام أنه مسلم فإنه يعطى من الزكاة إذا كان من أهلها كأن يكون فقيراً أو مسكيناً أو من الغارمين أو أحد أصناف الزكاة الثمانية, الذين شرحنا أوضاعهم بالأمس وأحوالهم بالأمس ? إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ? [التوبة: 60]، إذا كان واحداً من هؤلاء الثمانية فإنه يعطى من الزكاة ولو كان عنده شيء من التقصير.

يسأل عن المرأة التي ليس لها أولاد يقول: هل تعطي صدقتها وزكاتها لإخوانها؟

الأخ السائل يلمح إلى أن هذه المرأة يرثها إخوانها وإذا كان يرثها إخوانها, تجب النفقة على الوارث إذا كان قريبه محتاجاً، ولكن هذا فيما لو كان الأخ هو الذي سوف يدفع الزكاة ولكن المرأة هي غير مطالبة بالنفقة على إخوانها وأخواتها وإنما هي لأنها امرأة وليست مطالبة بالنفقة, وحينئذ نقول: ما دام أنها امرأة وإخوانها وأخواتها من أهل الزكاة فيجوز أن تدفع الزكاة إليهم إذا كانوا من أهل الزكاة وكانوا فقراء أومساكين ونحو ذلك، الذي يمنع من الزكاة هو من تجب نفقته عليه هذا هو الذي ليس له أن يعطي هذا القريب من زكاته- كما شرحنا هذا بالأمس- فهذا الذي تجب نفقته عليه أما إذا كان لا تجب نفقته عليه فيجوز أن يعطيه من الزكاة إذا كان من أهل الزكاة.

نحن في أوروبا نختلف في بعض المرات خاصةً مع الجالية الإفريقية حول أول رمضان حيث يصومون مع بلدانهم والآخرون يصومون مع المملكة عندكم والطرف الثالث يصوم مع بلد الإقامة فكيف نحل هذه المشكلة في الشرع؟

هذه المشكلة كبيرة خاصة- كما ذكر الأخ السائل- في أوروبا ودول الغرب عموماً فقد عايشت فترة من الفترات جزءاً من هذه الإشكالية الكبيرة.

والحقيقة أن الجالية المسلمة في تلك البلدان قد حمَّلت المسألة أكثر مما تحتمل, الأمر ميسور في الشريعة (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).

نقول: البلدان التي تقع في الغرب إذا ثبت رؤية الهلال في البلدان الإسلامية وهي تقع عنها شرقاً فينبغي لهم أن يبادروا بالصيام وألا يكون هذا الاختلاف وهذا التنازع الذي ربما يصل للفرق بينهم إلى ثلاثة أيام, يصل الفرق بين بعض المراكز الإسلامية في دول الغرب إلى ثلاثة أيام, هؤلاء يصومون وأولئك الطائفة يصومون بعدهم بيوم وربما طائفة أخرى يصومون بعدهم بيومين ومادام أنهم في بلد واحد ينبغي أن يتوحدوا لقوله -عليه الصلاة والسلام- (الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس).

وأقول: مادامت أن البلاد الإسلامية تقع شرق تلك الدول ومعنى ذلك أنه إذا رؤي الهلال في البلاد الإسلامية لابد أن يرى الهلال في الغرب فحينئذ يتفقون في الاعتماد على رؤية الهلال في البلاد الإسلامية التي تعتمد على الرؤية وسوف يصلهم الخبر قبل ذلك, يعني مثلاً الفرق بينهم يصل ربما إلى ثلاث ساعات أو أكثر أو أقل فإذا أعلن عن دخول شهر رمضان في البلاد الإسلامية فينبغي لهم أن يبادروا إلى توحيد الكلمة وجمع الصف وأن يصوموا جميعاً أما ما يرى من هذا الاختلاف وهذا التنازع بين الجالية المسلمة في الغرب فإنه لا ينبغي مثل هذا الأمر, بل ينبغي أن يتوحد المسلمون على كلمة واحدة- وكما ذكرت- ينبغي أن يتوحدوا على الاعتماد على الرؤية في البلاد الإسلامية.

سوف نعطي أسئلة فيما سيشرح - إن شاء الله تعالى-:

السؤال الأول: ما الواجب على العاجز عن الصيام لمرض لا يرجى برءه؟

السؤال الثاني: ما الحكم فيمن ترك قضاء الصيام الواجب عليه حتى مات؟

ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[24 - 08 - 08, 09:08 ص]ـ

ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[24 - 08 - 08, 09:13 ص]ـ

الدرس الثامن عشر

شرح كتاب الصيام/ باب أحكام المفطرين

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علماً نافعاً ينفعنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير