تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكحل شيء. جميع الأحاديث الواردة في الكحل للصائم كلها ضعيفة لم يصح فيها شيء سواء حديث عبد الرحمن بن النعمان بن معبد حديث ضعيف كما قال يحيى بن معين: حديث منكر، حديث أنس أيضاً (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اكتحل وهو صائم) حديث ضعيف، حديث عائشة (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اكتحل في رمضان وهو صائم) حديث ضعيف.

إذن: لم يصح في الكحل للصائم شيء كل الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة, هم قاسوا ذلك على السعوط قالوا: كما أن السعوط يحصل به التفطير فكذلك الكحل، وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «حدثني إنسان أنه اكتحل بالليل فتنخعه بالنهار».

قالوا: فهذا دليل على أن العين لها نفوذ على الجوف وعلى الحلق.

والقول الثاني في المسألة: أن الكحل لا يحصل به التفطير للصائم وذلك لأنه لم يرد دليل صحيح يدل على حصول التفطير به ولأن العين ليست منفذاً إلى الجوف ولأن الكحل حتى لو وصل إلى الجوف أو وصل إلى الحلق ليس أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب وهذا القول هو الأقرب- والله أعلم- في المسألة, أن الكحل لا يحصل به التفطي, ر ولكن إذا كان للكحل نفوذ قوي فالأولى أن يتجنبه الصائم خروجاً من الخلاف لأن الكحل إذا كان له نفوذ يجد الصائم طعمه في حلقه كما قال الإمام أحمد: حدثني إنسان أنه اكتحل بالليل فتنخعه بالنهار، يجد طعمه في حلقه ولذلك فالأولى أن يجتنبه لكن من حيث الدليل ليس هناك دليل ظاهر يدل على أن الكحل يحصل به التفطير للصائم لكن إن احتاج الإنسان للكحل كالمرأة مثلاً تكتحل مثلاً لزوجها أو أمام النساء فلو جعلت الكحل خارج العين لا تجعله داخل العين وإنما خارج العين فإنه بذلك يزول الإشكال يعني: الإشكال هو أنه إذا كان الكحل داخل العين ربما وجد طعمه في حلقه لو جعل الكحل- إن احتيج إليه- خارج العين على الرموش من جهة الخارج فيزول بهذا المحظور أو ما يخشى منه.

قال: (أو أوصل إلى جوفه شيئاً من أي موضع كان) ومعنى كلام المؤلف: حتى ولو كان ذلك عن طريق حقنة عن طريق مثلاً الشرج أو عن طريق الإحميل على المذهب يحصل به التفطير ولكن ليس هناك دليل ظاهر يدل على حصول التفطير بالحقنة ونحوها في الوقت الحاضر يستخدم التحاميل التي تجعل لبعض المرضى عن طريق الدبر، على كلام المؤلف أنه يحصل بها التفطير للصائم ولكن ليس هناك دليل ظاهر, هذا ليس منفذاً إلى المعدة, الصواب أنه لا يحصل التفطير بالحقنة ولا بالكحل ولا بقطرة الأذن فإن هذه ليست منافذ إلى المعدة ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: الأظهر أنه لا يفطر بشيء من ذلك, فإن الصيام دين مسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام فلو كانت هذه الأمور مما حرمه الله ورسوله في الصيام ويفسد الصيام بها لكان هذا مما يجب على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبينه للأمة ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة ونقلوه -رضي الله تعالى عنهم- فلما لم ينقل أحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئاً دل على أنه لا يحصل به التفطير.

إذن: خلاصة الكلام السابق أن الأكل والشرب يحصل بهما التفطير أما السعوط ومثله قطرة الأنف يحصل به التفطير أيضاً أما قطرة الأذن وقطرة العين والكحل والحقنة التي تكون عن طريق الدبر: القول الصحيح أنه لا يحصل بها التفطير للصائم وأما الإبر التي يتداوى بها إن كانت هذه الإبر غير مغذية فإنه لا يحصل بها التفطير للصائم لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب أما إذا كانت إبراً مغذية فإنها لا شك أنها تقوم مقام الأكل والشرب فيحصل بها التفطير للصائم.

قال -رحمه الله تعالى-: (أو استقاء) يعني: فإنه يفطر، ومعنى استقاء يعني: استدعى القيء, تعمد استدعاء القيء فإنه يفطر بذلك في حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من استقاء عمداً فليقض ومن ذرعه القيء فلا شيء عليه) هو [حديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم والبيهقي] وهو حديث صحيح من جهة السند وهو نص في هذه المسألة.

فيكون إذن خروج القيء على هذا التفصيل إذا كان عن عمد فيحصل به التفطير للصائم فإذا كان ليس عن عمد وإنما ذرعه القيء وغلبه القيء فإنه لا يحصل به التفطير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير