تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا كان كثيراً في معنى دم الحجامة فإنه يفسد الصوم وإذا كان قليلاً فإنه لا تأثير له على الصوم وعلى هذا قلنا: مسألة التبرع بالدم ومسألة سحب الدم للتحليل إذا كان هذا الدم كثيراً في معنى دم الحجامة فإنه يفسد به الصوم وإذا كان قليلاً فإنه لا بأس به ولا أثر له على الصوم.

أما بالنسبة للدم الذي يخرج عند قلع السن فهو دم يسير في الغالب ولهذا نقول: إنه لا يفسد الصوم والصوم معه صحيح ولهذا نقول: لا بأس بقلع السن أثناء النهار ولا بأس بأن يعمل أطباء الأسنان أثناء نهار رمضان وذلك بحشو السن وقلع السن وسائر الأعمال التي يمارسونها بالليل لأن هذه لا تضر ولا تؤثر على صحة الصيام والدم حتى إن خرج دم من الإنسان فإنه دم يسير والدم هنا لا يؤثر على صحة الصيام، ولكن ينبغي لمن خرج منه دم ألا يبلعه لأنه لو تعمد بلعه فإنه يحصل به التفطير لكن لو أنه وصل إلى جوفه دم بغير اختياره فإن صومه صحيح أما إذا تعمد بلعه فهذا هو الذي يحصل به التفطير ولكن أيضاً هناك بعض الناس عندهم وسوسة فيما يتعلق بمسألة الدم ومسألة بلع الريق أيضاً ونحو ذلك من المسائل فتجد أنهم يبالغون في مثل هذه المسائل وربما وصلت معهم إلى مرحلة الوسواس وندرك هذا من خلال الأسئلة التي ترد فنجد بعض الناس يشغل نفسه بمثل هذه المسائل هل بلع الريق يفطر أم لا؟ إذا خرج منه دم يسير بدأ يسأل هل له أثر على الصوم أم لا؟ فنقول: خروج الدم اليسير وبلع الريق لا يؤثر على صحة الصوم والصوم صحيح وبلع الريق يصح معه الصوم بإجماع العلماء, لكن قال بعض الفقهاء: إنه إذا جمع ريقه فبلعه فيكره فقط مجرد كراهة وعلى القول الصحيح أيضاً أنه حتى لو جمع ريقه وبلعه أنه لا يكره لأنه إنما خرج من الفم ولأنه ليس أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب ولأنه انعقد الإجماع على أن بلع الريق أصلاً لا يؤثر على صحة الصوم فالصوم صحيح مع بلع الريق وهكذا خروج الدم اليسير إذا لم يبلعه فالصوم صحيح وينبغي عدم التشدد في هذه المسائل لأنها ربما تصل إلى مرحلة الوسواس.

وهذا يقودنا أيضاً إلى مسألة يكثر السؤال عنها وإن كانت هذه المسألة ربما تستقذر لكن لابد أن نذكرها لأنها يكثر السؤال عنها وهي:

بلع النخامة أو النخاعة هل تؤثر على صحة الصوم أم لا؟

هذه المسألة يذكرها الفقهاء ولابد أن نشير إليها لأنها مما يكثر السؤال عنه ويلحق بعض الناس بسبب ذلك حرج كبير.

فنقول أولاً: إذا كانت هذه النخامة والنخاعة لم تصل إلى الفم وإنما نزلت من الرأس إلى الحلق فإنه لا يحصل بها التفطير للصائم، ولكن إذا وصلت هذه النخامة أو النخاعة وصلت إلى الفم ثم بلعها فهل يحصل بذلك التفطير أم لا؟

بعض الفقهاء يرى أنه يحصل بها التفطير ولهذا قال في الزاد: ويحرم بلع النخامة ويفطر بها إن وصلت إلى فمه. ولكن هذا القول محل نظر إذ إنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب بل هي تقاس على الريق والريق لا يحصل به التفطير بالإجماع ولهذا فإن القول الراجح في هذه المسألة أن بلع النخامة لا يفسد الصوم وأن الصوم معها صحيح لأن الأصل صحة الصوم ولا نقول بأن صوم أحد من المسلمين فسد إلا بأمر واضح ظاهر أما كونه حصل منه هذا الأمر فبلع نخامة وربما يكون ذلك أيضاً من غير قصد فإن صومه صحيح حتى ولو كان ذلك بقصد فإنه على القول الراجح صومه صحيح لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب بل هي أشبه بالريق الذي انعقد الإجماع على أنه لا يحصل به التفطير للصائم. وأقول مثل هذا لأن بعض الإخوة يشدد في مثل هذه المسائل على نفسه وكما ذكرت تصل إلى مرحلة الوسوسة فتجد أنه يتحرج تحرجاً عظيماً من مسألة الريق ومسألة البلغم ومسألة النخامة فيشدد على نفسه وربما يشغل نفسه عن كثير من الطاعات, يشغل نفسه عن تلاوة القرآن يشغل نفسه عن أمور كثيرة بسبب هذا التشديد الذي سوف يتطور معه ويصل إلى مرحلة الوسواس و أقول هذا من واقع الأسئلة التي ترد فنقول إذن: كل هذه الأمور لا يحصل بها التفطير للصائم سواء كان بلع ريق أو كان كذلك بلغماً أو كان نخامة لكن خروجاً من الخلاف ينبغي إذا حصل مثل هذا خاصة فيما يتعلق بالبلغم والنخامة أن يلفظه الإنسان ولا يقصد بلعه خروجاً من خلاف العلماء في هذه المسألة لكن لو قدر أن هذا حصل فإن الصوم صحيح على الراجح من قولي الفقهاء في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير