تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذن السنة تأخير السحور وينبغي للصائم أن يحرص على هذه السنة أقول هذا لأننا في هذه الأزمنة قد فرط كثير من الناس في هذه السنة أعنى سنة السحور تجد بعض الناس ينام ولا يستيقظ إلا مع أذان الفجر ولا يتسحر وهذا وإن كان لا يلحقه إثم لأن التسحر مستحب وليس واجبا ولكن ينبغي الحرص على السنة في هذا وأن يقدم الإنسان استيقاظه قبيل الفجر فيتسحر وذلك حتى يأتي بهذه السنة وقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- بأن هذا السحور فيه بركة وهذه البركة تأتي من عدة وجوه:

أولا: من بركتها امتثال سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما يحصل من ذلك من الأجر والثواب للصائم.

ومن بركة السحور أيضا أن الصائم يتقوى به طيلة نهاره فإن المتسحر يجد نشاطا وقوة في نهاره بخلاف غير المتسحر ومن ذلك أيضا أن في السحور مخالفة أهل الكتاب فإن أهل الكتاب لا يتسحرون قال -عليه الصلاة والسلام-: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر).

فكل هذه الوجوه وربما غيرها مما لم يذكر من بركة السحور فالسنة إذن أن يحرص المسلم على السحور وأن لا يدعه فإن فيه بركة بقي أن نشير إلى أنه إذا أذن المؤذن والإنسان يشرب ماء أو نحوه فإن له أن يكمل شرب هذا الماء وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه أبو داوود والحاكم والبيهقي وأحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) وهذا الحديث كما ذكرنا هو عند أبي داوود وغيره وقد ذكره الالباني -رحمه الله تعالى- في سلسلة الأحاديث الصحيحة وذكر له ستة شواهد فالحديث بمجموع شواهده صحيح.

وهذا يدل على التوسع على الصائم وأنه إذا كان يشرب ماء مثلا أو يأكل وأذن المؤذن فله أن يستمر في ذلك في شرب ذلك الماء ولا يضع الإناء حتى يقضي حاجته منه وأن في هذه الأمر سعة لأن بعض العامة يتشدد في هذه المسألة خاصة في الوقت الحاضر الذي قد قيل بأن أذان الفجر الآن الذي يؤذن على التقاويم أن فيه تقديما على الوقت الحقيقي لطلوع الفجر فنقول مادام أن الأمر كذلك فالأمر فيه سعة لكن الحديث الوارد على تقدير أن المؤذن يؤذن على طلوع الفجر ومع ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) أي أنه يجوز لك إذا كنت تشرب ماء والمؤذن يؤذن يجوز أن تكمل شرب هذا الماء ولا تضع الإناء حتى تقضي حاجتك من هذا الإناء، هذه بعض السنن الواردة بالنسبة الإفطار والسحور.

بعد ذلك ننتقل للصيام المسنون أو صيام التطوع ونبدأ بقراءة عبارة المؤلف -رحمه الله تعالى-.

بسم الله الرحمن الرحيم باب صيام التطوع يقول المصنف -رحمه الله تعالى- (أفضل الصيام صيام داوود -عليه السلام- كان يصوم يوما ويفطر يوما وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي يدعونه المحرم وما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر ذي الحجة ومن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر وصيام عاشوراء كفارة سنة وصيام يوم عرفة كفارة سنتين ولا يستحب لمن كان بعرفة أن يصومه ويستحب صيام أيام البيض والاثنين والخميس والصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر ولا قضاء عليه وكذلك سائر التطوع إلا الحج والعمرة فإنه يجب إتمامهما وقضاء ما أفسد منهما ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يومين يوم الفطر ويوم النحر ونهى عن صوم أيام التشريق إلا أنه رخص في صومهما للمتمتع إذا لم يجد الهدي وليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)

قال المصنف -رحمه الله تعالى- باب صيام التطوع من رحمة الله عز وجل بعباده أن شرع لهم التطوع مع الفريضة وهذا في جميع العبادات فنجد مثلا الله تعالى شرع في الصلاة صلاة التطوع من السنن الرواتب ومن الوتر ومن الضحى ومن غيرها من أنواع التطوعات كذلك أيضا في الصيام شرع الله عز وجل صيام التطوع كذلك مع صيام الفريضة كذلك أيضا في الزكاة نجد أن الله شرع صدقة التطوع مع الزكاة الواجبة كذلك أيضا في الحج شرع الله تعالى حج التطوع مع حج الفريضة وهكذا وذلك من رحمة الله بعباده وحتى يزدادوا تقربا إليه بتلك التطوعات وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي (وما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير