تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه).

فأخبر الله عز وجل في هذا الحديث القدسي المتفق على صحته أخبر الله تعالى بأن أحب الأعمال إليه الفرائض وأن كثرة النوافل سبب لنيل محبة الله عز وجل للعبد ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ومن ذلك صيام التطوع وسبق أن قلنا في أول كتاب الصيام إن عبادة الصوم قد رتب عليها من الأجر والثواب ما لم يرتب على غيرها من العبادات وذلك أن جميع العبادات الثواب عليها من باب الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصوم كما قال الله تعالى في الحديث القدسي (كل عمل بن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).

فإذن الصوم يجزي ربنا عز وجل عليه جزاء خاصا من عنده وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين فما بالك بهذا الجزاء الذي يجزي به الله عز وجل على هذه العبادة العظيمة وسبق أن ضربت لكم مثلا في درس سابق لكن لا بأس أن أذكر به الآن أقول لو قال أستاذ لطلابه قال لكل طالب أنت لك جائزة قدرها كذا وأنت لك جائزة قدرها كذا وأما أحد الطلاب قال وأما أنت فلك عندي جائزة خاصة فما الذي يفهم من هذا يفهم أن هذ الجائزة جائزة عظيمة ليست كجوائز زملائه جائزة عظيمة لها قدر هكذا أيضا عبادة الصوم اختص الله تعالى بأن يجزي عليها جزاء خاصا من عنده وهو سبحانه أكرم الأكرمين كما يقال العطية بقدر معطيها فما بالك بهذا الجزاء الخاص من أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهذا ال فضل العظيم للصوم لا يختص بصوم الفريضة بل يشمل صوم النافلة وإن كان صوم الفريضة أفضل وأعظم أجرا عند الله عز وجل ولكن أيضا هذا الفضل وهذا الأجر يشمل حتى صوم التطوع ثم ذكر المصنف -رحمه الله تعالى- أنواعا من صيام التطوع وبدأ بأفضلها قال أفضل الصيام صيام داوود -عليه السلام- كان يصوم يوما ويفطر يوما وقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- بأن أفضل الصيام صيام داوود وأفضل القيام قيام داوود فصيام داوود أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وقيام داوود أنه كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه أي أنه قسم الليل إلى ستة أقسام الأقسام الثلاثة الأولى يعني السدس الأول والثاني والثالث ينامها ويقوم السدس الرابع والخامس التي تعادل الثلث أنت إذا جمعت سدس مع سدس ثلث والسدس السادس ينامه.

كان إذن ينام السدس الأول والثاني والسادس أما الرابع والخامس فكان يقومه وأخبر -عليه الصلاة والسلام- بأن هذا أفضل القيام وكذلك بالنسبة للصيام كان يصوم يوما ويفطر يوما وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا عبد الله بن عمرو بن العاص لما بلغه (أنه كان يصوم النهار ويقوم الليل ويختم القرآن كل ليلة فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال صم في الشهر ثلاثة أيام فإن لك بالحسنة عشر أمثالها وإذا صمت ثلاثة أيام في الشهر فكأنما صمت الدهر كله) لأنه إذا صام ثلاثة أيام إذا ضربت ثلاثة في عشرة الناتج ثلاثون يعني إذا صام ثلاثة أيام كأنه صام ثلاثين يوما فيكون بذلك كأنه قد صام السنة كلها (فقال عبد الله إني أطيق أكثر من ذك قال صم يوما وأفطر يومين قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم يوما وأفطر يوما قال إني أطيق أفضل من ذلك لما قال صم يوما وأفطر يوما قال وذلك صيام أخي داوود -عليه السلام- قال إني أطيق أكثر من ذلك قال لا أكثر أو قال لا أفضل من ذلك).

فدل ذلك على أنه هذا هو الحد الأعلى في صيام التطوع ودل ذلك على أنه لا يشرع صيام الدهر كله أو السنة كلها بل ذلك مكروه وإن كان قد روي عن بعض السلف أن منهم من كان يصوم السنة كلها ولا يفطر أبدا كعبد الله بن الزبير روي أنه كان يصوم الدهر كله ولكن الذي يدل له ظاهر السنة أن هذا غير مشروط وأن أفضل الصيام صيام داوود ويفطر يوما هذه هي أعلى درجات الصوم وأفضل صوم التطوع، ولكن هل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوما ويفطر يوما نحن قلنا إن هذا أفضل الصيام أفضل صيام التطوع أن يصوم يوما ويفطر يوما ولكن هل كان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوما ويفطر يوما؟

لم يكن يصوم يوما ويفطر يوم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير