تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعرف من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يكن يصوم يوما ويفطر يوما وكان يصوم حتى يقول القائل لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا يصوم وذلك لأنه -عليه الصلاة والسلام- كان مشغولا بقيادة الأمة كلها فربما انشغل عن الصيام ولهذا كان يصوم حتى يقول القائل لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا يصوم ولكنه أخبر -عليه الصلاة والسلام- بقوله أن هذا أفضل صيام التطوع.

قال: (وافضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي يدعونه المحرم) وهذا قد جاء في صحيح مسلم (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) فدل ذلك على أن أفضل صيام التطوع أنه صيام شهر المحرم فيصوم ما تيسر منه تأكد من ذلك صيام عاشوراء كما سيأتي.

قال: (وما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر ذي الحجة) يعني أفادنا المؤلف بأنه أيضا يستحب صيام التسعة الأيام الأولى من عشر ذي الحجة وهذا هو مراد المصنف -رحمه الله تعالى- لأنه سيذكر أنه يحرم صيام يومي العيدين فإذن يستحب صيام التسعة الأيام الأولى من عشر ذي الحجة وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهار في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [أخرجه البخاري في صحيحه].

فبين -عليه الصلاة والسلام- أن العمل في عشر ذي الحجة هو أفضل ما يكون ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر حتى إن العمل في هذه العشر عشر ذي الحجة أفضل من الجهاد في سبيل الله مع عظيم شأن الجهاد في سبيل الله وعظيم مكانته ومنزلته ومع ذلك العمل الصالح ومع ذلك فالعمل الصالح في هذه العشر أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله إلا في حالة واحدة في حالة رجل خرج بنفسه وماله وقتل في سبيل الله وأنفق جميع ماله في سبيل الله وما عدا ذلك فإن العمل الصالح في هذه العشر أفضل ومن أعظم أنواع العمل الصالح الصيام فإذن السنة الصيام التسعة الأيام الأولى من عشر ذي الحجة.

قال: (ومن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله) ومعنى الدهر يعني السنة من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال وهذا قد ورد من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ووجه ذلك أن صيام رمضان يعادل صيام عشرة أشهر لأن الحسنة بعشر أمثالها إذن صيام شهر واحد وهو شهر رمضان عن عشرة أشهر بقي شهران حتى يكمل السنة فإذا صام ستة أيام نضرب ستة في عشرة لأن الحسنة بعشر أمثالها الناتج إذا ضربنا ستة في عشرة الناتج ستين يوما تعادل شهرين فإن أضفت شهرين إلى عشرة أشهر فإنه يكون قد عدل السنة كلها وهذا معنى قوله -عليه الصلاة والسلام- (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله) يعني كأنما صام السنة كلها لأن رمضان عن عشرة أشهر وستة أيام عن ستين يوما يعني عن شهرين فإذا أتبع رمضان بست من شوال كان كأنه صام السنة كلها.

ولكن صيام ست من شوال إنما يتحقق هذا الفضل المذكور في هذا الحديث وهو أنه يكون كأنه صام الدهر كله لمن صام شهر رمضان كاملا بناء على ذلك من كان عليه قضاء واجب فلابد من أن يأتي به قبل صيام الست من شوال وإلا لما حصل على هذا الفضل لأنه لا يصدق عليه أنها صام رمضان وإنما صام بعد رمضان وبناء على ذلك لو أن المرأة كان عليها أيام قضاء من رمضان بسبب الحيض أو النفاس فإنها لابد إذا أرادت أن تحوز على هذا الفضل المذكور في هذا لحديث لابد أن تقدم الصوم الواجب لابد أن تقدم القضاء ثم تصوم بعد ذلك الست من شوال أما إذا صامت الست من شوال وعليها أيام قضاء لم تصمها فإنها لا تحصل على هذا الفضل المذكور في هذا الحديث وهو أنه يكون كمن صام الدهر كله لأنه لا يصدق عليها أنها صامت رمضان وإنما صامت بعد رمضان وما ورد في النصوص مقيدا بوصف معين فلابد أن يحقق معه هذا الوصف وإلا لما حاز على الفضل المذكور في تلك النصوص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير