تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذن نقول من كان عليه صيام واجب من كان عليه قضاء فلابد من أن يبادر به (قطع ... ) قضاء واجب ثم بعد ذلك يصوم ستا من شوال قال وصيام عاشوراء كفارة سنة عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على صومه وقد كانت اليهود تعظم هذا اليوم تصومه وذلك أن الله نجى فيه موسى وقومه وفرعون وقومه فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- اليهود يصومونه فقال نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه وكان -عليه الصلاة والسلام- في أول الأمر يصوم هذا اليوم فقط ولكن بعد فتح مكة كان -عليه الصلاة والسلام- يحب مخالفة أهل الكتاب لما انتصر على أهل الأوثان كان يحب مخالفة أهل الكتاب كان في أول الأمر يحب موافقة أهل الكتاب ومخالفة المشركين إلى فتح مكة لما فتح الله عليه مكة وانتصر على أهل الأوثان كان يحب بعد ذلك مخالفة أهل الكتاب ولذلك قال لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع فالسنة إذن أن يصام مع عاشوراء يوم قبله أو يوم بعده تحقيقا لمخالفة اليهود.

قال (وصيام عاشوراء كفارة سنة) كما ورد في حديث أبي قتادة صيام عاشوراء أحتسبه على الله أن يكفر السنة التي قبله وصيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.

قال: (وصيام يوم عرفة كفارة سنتين) يعني تأكد صيام عرفة لكن لغير الحاج وقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- بأنه يكفر سنتين ولهذا قال المؤلف (ولا يستحب لمن بعرفة أن يصومه) وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مفطر بعرفة فإنه -عليه الصلاة والسلام- لما خطب الناس وصلى بهم الظهر والعصر جمعا وقصرا سار بناقته حتى بلغ موضع الصخرات عند الجبل واستقبل القبلة والجبل وجعل يدعو رافعا يديه وهو راكب على بعيره إلى أن غربت الشمس وقد شك الصحابة هل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- صائما لأنه تفرغ تفرغا كاملا للدعاء في ذلك المقام فأرسلت إليه أم الفضل بلبن بعد العصر فشرب منه والناس ينظرون فعلم الصحابة أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يكن في عرفة صائما وإنما كان مفطرا بل إنه قد ورد نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن كان بعرفة أن يصوم بعرفة والحكمة من ذلك والله أعلم حتى يتقوى الحاج على الدعاء وعلى الأذكار وعلى العمل الصالح لأن الإنسان مع الصوم يضعف فحتى يتقوى على الدعاء ونحوه شرع له الإفطار في ذلك اليوم أما غير الحاج فالسنة له أن يصوم ذلك اليوم.

قال: (ويستحب صيام أيام البيض وأيام البيض) هي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر الهجري القمري وسميت بالبيض لبياض نورها نور قمرها وذلك أن القمر يبلغ منتهاه في هذه الأيام خاصة في الرابع عشر والخامس عشر وقريبا منها الثالث عشر وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بصيام أيام البيض كما في حديث أبي ذر قال (إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثالث عشرة ورابع عشرة) [أخرجه الترمذي] وهو حديث حسن بمجمع طرقه وشواهده والسنة صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك أبا هريرة وأبا الدرداء وأن تكون هذه الأيام الثلاثة في أيام البيض يعني في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري القمري ولكن إذا لم يتيسر للإنسان أن يجعل الثلاثة أيام أيام البيض فإنه يصوم في أي وقت شاء من أول الشهر أو من وسطه أو من آخره فالسنة للمسلم إذن أن يصوم من الشهر ثلاثة أيام وقد وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك عددا من الصحابة وصى أبا هريرة وأبا الدرداء وكذلك أيضا وصى عبد الله بن عمرو في أو الأمر قال (صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها فإذا صمت من الشهر ثلاثة أيام كان كصيام الدهر كله) لأن ثلاثة إذا ضربتها في عشرة الناتج ثلاثون إذا صمت ثلاثة أيام كأنك صمت ثلاثين يوما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير