تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال المؤلف -رحمه الله تعالى- (وليلة القدر في الوتر الأواخر من رمضان) ليلة القدر، القدر إما أنه يراد به الشرف والتعظيم ولذلك يقال فلان ذو قدر أي ذو شرف أو يراد بالقدر هنا التقدير وذلك أن الله تعالى يقدر في هذه الليلة ما يقضيه في العام من الأرزاق والآجال وما يحدث في ذلك العام كما قال الله عز وجل ? فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ?4?? [الدخان: 4]، يعني يفصل من اللوح المحفوظ إلى الصحف التي بأيدي الملائكة ما يقدره الله عز وجل في ذلك العام.

فليلة القدر إذن هي ليلة قدر وشرف عظيم وكذلك يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من الأعمال والأرزاق والآجال في تلك السنة وهذه الليلة ليلة عظيمة قد أعلى الله عز وجل شأنها ورفع قدرها وأنزل فيها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة وجعل عز وجل العمل الصالح فيها أفضل من العمل في ألف شهر ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ?1? وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ?2? لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ?3?? [القدر: 1: 3]، يعني أن العمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر ليس مساويا له بل خير منه أنا أسألكم الآن ألف شهر كم تساوى بالسنين؟

أربعة وثمانون عام

إذا جبرت الكسر قلت أربعة وثمانون يعني هي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر ألف شهر تعادل ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر هذا عمر مديد ومع ذك العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر في ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر وهذا فضل الله عز وجل والله يختص بفضله من يشاء، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان يتفرغ تفرغا كاملا للعبادة ينقطع عن الدنيا انقطاعا كاملا فكان -عليه الصلاة والسلام- يعتكف في العشر الأواخر ويبقى في المسجد معتكفا طلبا لهذه الليلة العظيمة هذه الليلة الشريفة فينبغي أن نقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا وأن يحرص المسلم على تخفيف أعمال الدنيا في شهر رمضان خاصة في العشر الأواخر من رمضان يعني يجتهد في الطاعة ويزيد من أعمال البر وأعمال الطاع والأعمال الصالحة ويتخفف من أشغال الدنيا التي لا تنقضي في الحقيقة ويقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه -عليه الصلاة والسلام- كان يجتهد في رمضان وكان يتفرغ للعبادة تماما في العشر الأواخر من رمضان وأما تحديد هذه الليلة ووقتها فلعلنا نرجيء الكلام عنه مع الكلام عن باب الاعتكاف لأن الكلام مرتبط بالاعتكاف لأن الاعتكاف إنما هو طلب لهذه الليلة اعتكاف النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما كان طلبا لهذه الليلة فنرجيء الكلام عن تحديد ليلة القدر وهي وإن كانت في العشر الأواخر من رمضان إلا أننا سنتطرق لمسألة ما إذا كانت متنقلة أو ثابتة وما أرجى الليالي هذا كله نشرحه في الدرس القادم إن شاء الله مع أحكام ومسائل الاعتكاف.

تقول: امرأة نوت الصيام للقضاء دون علم زوجها ثم أرادها بعد الفجر؟

قد جاء في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه) فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن تصوم المرأة وزوجها شاهد يعني حاضر إلا بإذنه ولكن حمل العلماء ذلك على صيام التطوع أما الصوم الواجب فليس للزوج أن يمنع زوجته من الصيام والأخت السائلة تذكر أنها صامت صوم القضاء ومعلوم أن صوم القضاء أنه يجب إتمامه بالشروع فيه من صام صوما واجبا لابد أن يتمه ولا يجوز له أن يقطعه وكان ينبغي لهذه المرأة أن تستأذن من زوجها حتى في صيام القضاء ولكن حيث إن هذا لم يحصل فإذا أرادها زوجها فإنها تخبرها بأنها صائمة وأنه لا يحل لها ولا يباح لها أن تفطر ولكن لو قدر أن زوجها وطئها فإنه يفسد صومها وعليها أن تقضي يوما مكانه ولا يجب عليها كفارة لأن الكفارة إنما تجب إذا حصل الجماع في نهار رمضان لأن الكفارة لأجل انتهاك حرمة شهر رمضان ولكن في غير رمضان ولو كان صوما واجبا إنما الواجب عليها فقط قضاء ذلك اليوم إذا حصل الوطء.

من شرع في قضاء صيام واجب ثم قطعه بغير مقصد فهل يقضي يوم غيره؟

السؤال الثاني: هل للحاج يصوم عشرة ذي الحجة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير