تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجاء في سنن أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين) صحح هذا الحديث بعض أهل العلم وممن صححه الألباني -رحمه الله تعالى- وكان يرجح أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ولكن الأقرب- والله أعلم- أن نقول: إن ليلة سبع وعشرين هي أرجى ما تكون من الليالي لكننا لا نجزم بأنها هي ليلة القدر هذا هو الأقرب- والله أعلم- لكن لو أحد من الناس جزم بأن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين هل ينكر عليه؟

لا ينكر عليه لورود الأدلة

لأنه ورد ذلك الجزم عن بعض الصحابة بل كان أبي بن كعب ليس فقط يجزم بل يحلف إنها ليلة سبع وعشرين كذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- روي عنه نحواً من هذا فلو أن أحداً من الناس ظهرت له قرائن أو أمارات تدل على أن هذه الليلة هي ليلة سبع وعشرين لا ينكر عليه لأنه أثر ذلك عن بعض الصحابة, وبكل حال مطلوب من المسلم أن يجتهد في جميع الليالي العشر فإنه يكون قد أدرك قطعاً ليلة القدر إذا اجتهد في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ لأن بعض الناس أيضاً يركز على ليلة سبع وعشرين ولا يجتهد في العبادة في غيرها من الليالي فربما أيضاً تكون ليلة القدر غير ليلة سبع وعشرين فيكون قد فوت على نفسه هذا الفضل وأيضاً بعض الناس تعبده ليلة سبع وعشرين كاجتهاده في غيرها من الليالي والذي ينبغي أن يكون اجتهاده ليلة سبع وعشرين أكثر لأنها آكد كما سمعتم وورد فيها من الأحاديث ومن الآثار عن الصحابة والنبي (- صلى الله عليه وسلم –صلى بأصحابه صلاة التراويح ثلاث ليال فقط ليلة ثلاث وعشرين صلى بهم إلى ثلث الليل, ثم ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل فقالوا: يارسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر قيام ليلة، وليلة سبع وعشرين قام بهم تلك الليلة وأيقظ أهله قال الصحابة: حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح وهو السحور) [سنن أبي داود بسند صحيح] وهذا دليل على تأكد هذه الليلة فإذن تكون آكد الليالي وأرجى الليالي موافقة لليلة القدر ليلة سبع وعشرين هذا ما يتعلق بليلة القدر.

باب الاعتكاف

ننتقل بعد ذلك إلى باب الاعتكاف ونبدأ أولاً بقراءة عبارة المؤلف -رحمه الله تعالى-.

بسم الله الرحمن الرحيم, باب الاعتكاف يقول المصنف -رحمه الله تعالى-: (وهو لزوم المسجد لطاعة الله- تعالى- فيه وهو سنة لا يجب إلا بالنذر ويصح من المرأة في كل مسجد غير مسجد بيتها، ولا يصح من الرجل إلا في مسجد تقام فيه الجماعة واعتكافه في مسجد تقام فيه الجمعة أفضل ومن نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد فله فعل ذلك في غيره إلا المساجد الثلاثة فإذا نذر ذلك في المسجد الحرام لزمه فيه وإن نذره في مسجد المدينة فله فعله في المسجد الحرام وحده وإن نذره في المسجد الأقصى فله فعله فيهما ويستحب للمعتكف الاشتغال بالقُرَبِ واجتناب ما لا يعنيه من قول وفعل ولا يخرج من المسجد إلا لما لابد له منه إلا أن يشترط ولا يباشر امرأة وإن سأل عن المريض أو غيره في طريقه ولم يعرج إليه جاز.)

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (باب الاعتكاف)

الاعتكاف معناه في اللغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه يعني: لزوم الشيء والإقامة عليه ومنه قول الله -عز وجل-: ? مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ? [الأنبياء: 52].

وتعريفه شرعاً كما عرفه المؤلف: هو لزوم المسجد لطاعة الله- تعالى- فيه. فيكون إذن معنى الاعتكاف أنه لزوم المسجد وذلك للتفرغ لعبادة الله -عز وجل- والتقرب بجميع أنواع القرب من الصلاة والذكر وتلاوة القرآن كذلك الصوم وغير ذلك من أنواع القرب فكأنه بهذا الاعتكاف يتفرغ للآخرة وينقطع من أشغال الدنيا وأفضل وقت يعتكف فيه هو العشر الأواخر من رمضان وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعتكف من كل سنة عشرة أيام واعتكف العشر الأولى من رمضان واعتكف العشر الأواسط من رمضان ثم لما أخبر بأن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان استقر اعتكافه على العشر الأواخر من رمضان إلا في السنة التي توفي فيها فقد اعتكف عشرين يوماً قد جاء ذلك في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري.

واعتكافه -عليه الصلاة والسلام- في السنة التي توفي فيها عشرين يوماً اختلف في السبب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير