وهذا رد. وروى مسلم عن طَارِقِ بن شِهَابٍ رضي الله عنه أنه قال: أَوَّلُ من بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يوم الْعِيدِ قبل الصَّلَاةِ مَرْوَانُ، فَقَامَ إليه رَجُلٌ، فقال: الصَّلَاةُ قبل الْخُطْبَةِ، فقال: قد تُرِكَ ما هنالك، فقال أبو سَعِيدٍ: أَمَّا هذا فَقَدْ قَضَى ما عليه؛ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ". وسأضرب مثالا من واقعنا المليء بالمخالفات والمخالفين:
شاهدت أحد المبتدعة - ممن له شهرة واسعة في عالم الفضائيات ومحسوب على الدعوة والدعاة زورا وبهتانا ومع الأسف أن يطبل له بعض من هو محسوب على أهل السنة والجماعة – شاهدته في إحدى القنوات التلفازية في برنامج مباشر يتكلم عن الاحتفال بالمولد النبوي، ويقرر أنه سنة مؤكدة ويستدل لذلك بالأباطيل، ويحط على علماء أهل السنة القائلين ببدعية ذلك الاحتفال، ويقول كاذبا: " لقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين عن إقامة أسبوع للشيخ محمد بن عبدالوهاب، فأجاز ذلك، في الوقت الذي يمنع فيه من الاحتفال بالمولد النبوي، سبحان الله! محمد بن عبدالوهاب تحتفلون به أسبوعا، ومحمد بن عبدالله تستكثرون علينا أن نحتفل به ليلة واحدة؟!! " هكذا قال جازاه الله، وقد كذب؛ فالشيخ ابن عثيمين اشترط في أسبوع محمد بن عبدالوهاب ألا يتكرر سنويا، وإنما يقام مرة واحدة وينتهي، وذكر أن هذا إنما يقصد به التعريف بهذا الشيخ، ولا يتخذ تقربا إلى الله كما هو الحال في الاحتفال بالمولد، لكن ذلك المبتدع قد نقل الفتوى ممسوخة مشوهة ليلبس على الناس. والمقصود أنه اتصل بعض الإخوة من أهل السنة جزاهم الله خيرا وشاركوا بمداخلات ردوا فيها على هذا المبتدع باختصار بقدر علمهم، وأنكروا عليه قوله، وذكروا بعض مافي تلك الاحتفالات من مفاسد، وقد حاول أن يدخل معهم في جدال ومناظرة لكنهم لم يفعلوا، وأنهوا كلمتهم بعد أن حصل المقصود من التشويش على باطله، وكان لهذا أثر في إرباكه وإحراجه. ولو اتصل آخر وقرأ فتوى الشيخ ابن عثيمين ليبين كذب هذا المبتدع لكان في ذلك رد آخر. ولو اتصل عليه آخروذكره بالله وأمره بتقواه ونهاه عن البدعة وإضلال العباد لكن بأسلوب حسن لا يجعلهم يقطعون اتصاله لكان في ذلك رد آخر.
ويمكن الرد على هذا المبتدع بصور أخرى من الرد، منها:
1 - أن يتكلم خطيب الجمعة في خطبته و إمام المسجد في مسجده.
2 - أن يكتب أحد طلبة العلم أو المثقفين عموما في صحيفة أو مجلة أو منتدى.
3 - أن يلقي أحد طلبة العلم درسا أو كلمة أو يعقد ندوة في التلفاز أو الإذاعة.
4 - أن يتكلم المحاضر في شيء من محاضرته الجامعية، والمدرس في أثناء حصته المدرسية.
ويقوم كل هؤلاء بالتنبيه على بدعية الاحتفال بالمولد، وذكر بعض الأدلة وأقوال الأئمة، والتحذير من الابتداع في الدين.
5 - الكتابة إلى مسؤولي القناة التي ظهر فيها ذلك المبتدع، ومناصحتهم وتذكيرهم بالله وتخويفهم من عقابه وسخطه، ليكفوا عن نشر البدع والترويج لها ولأهلها.
6 - الكتابة إلى ولاة الأمر والمسؤولين في هذه البلاد عن الإعلام وعن التعليم وإلى كبار علماء البلاد لبيان حقيقة ذلك المبتدع وتحذيرهم منه، وذكر ماقاله في ذلك البرنامج من الباطل، ليمنعوا ظهوره في قنوات الإعلام ومؤسسات التعليم في بلادنا وقاية للمسلمين من شره.
7 - مناصحة دور النشر وتحذيرهم من نشر كتب هذا المبتدع، ولاسيما الكتب التي بث فيها سمومه وشره
8 - الكتابة إلى هذا المبتدع ومناصحته وتذكيره بالله، والبعث إليه ببعض الكتب التي ألفها العلماء في إبطال بدعته.
9 - نشر الكتب وتوزيع المطويات التي تبين حكم المسألة، وتبصر الناس بالحق.
وكل ما تقدم ماهو إلا بعض صور ووسائل الرد على المخالف، وهي في هذا العصر كثيرة ومتنوعة. وأكثر تلك الوسائل لا يحتاج فيها الراد إلى شروط وأصول المجادلة والمناظرة التي ذكرها الشيخ خالد السبت في كتابه.
¥