تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:25 م]ـ

وهذا الحديث كما أنه دال على ثبوت دخول شهر رمضان برؤية شاهد واحد فإنه دال أيضاً على حجية خبر الآحاد في أركان الإسلام وفي عموم أحكام وعقائد وعبادات الشريعة، وهذا إجماع الأولين والآخرين، قال أبوالوليد الباجي رحمه الله في حجية خبر الواحد: «والذي عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين والفقهاء أنه يجب العمل به، والدليل على ذلك إجماع الصحابة على صحة العمل به».

إحكام الفصول صـ334.

وأما إجماع من بعدهم فقد قال الخطيب البغدادي رحمه الله: «وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا». الكفاية (1/ 129).

وكذلك أجمعت الأمة على تلقي الصحيحين بالقبول، والصحيحان مليئان بأخبار الآحاد، بل إن البخاري عقد في صحيحه كتابا خاصا لحجية خبر الآحاد.

وقال الحافظ النووي رحمه الله: «أجمع من يُعتد به على الاحتجاج بخبر الواحد ووجوب العمل به، ودلائله من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة ومن بعدهم أكثر من أن يحصر». شرح صحيح مسلم (14/ 131).

وخبر الآحاد اذا صح فهو حجة في كل مسائل الدين، ومن جملة ذلك العقيدة، قال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله: «وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعا وديناً في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة والجماعة» التمهيد (1/ 8/).

ويصام رمضان برؤية شاهد واحد، والمرأة في ذلك كالرجل لأنه خبر ديني، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ويقبل فيه شهادة الواحد سواء كان حرا أو عبدا، سواء كان رجلا أو امرأة في المشهور عن أصحابنا». شرح العمدة (1/ 145).

وأما بالنسبة لدخول شهر شوال فلابد فيه من شاهدين لعموم حديث الحسين ابن الحارث: «وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما»، وهذا مذهب كافة العلماء، قال الترمذي رحمه الله: «ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين»، وقال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله: «أجمع العلماء على أنه لا تقبل في شهادة شوال في الفطر إلا رجلان عدلان»، وقال النووي رحمه الله: «وبه قال العلماء كافة إلا أبا ثور».

وأما بالنسبة لصوم يوم الشك فإن يوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان، وهذا الذي تحدث فيه برؤيته من لم يقبل قوله، وأما يوم الغيم فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه وهو قول الأكثرين، ومنهم من صامه إحتياطاً وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما، وكان الإمام أحمد يتابعه على ذلك، وعنه في صيامه ثلاث روايات مشهورات، ثالثهما: لا يصام إلا مع الإمام وجماعة المسلمين لئلا يقع الا فتيات عليهم والانفراد عنهم، وقال إسحاق: لا يصام يوم الغيم، ولكن يتلوم بالاكل فيه إلى ضحوة النهار خشية أن يشهد برؤيته بخلاف الصحو، والصواب تحريم صوم يوم الشك، فالسنة قاضية على الجميع، قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى ابا القاسم» ذكره البخاري تعليقاً مجزوما به ورواه ابوداود والترمذي وصححه ابن خزيمة وابن حبان رحمها الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «حديث عمار مفسر بالنهي عن صوم يوم الشك، وهذا يوم شك، لأنه يحتمل أن يكون من شعبان ويحتمل أن يكون من رمضان، ولا معنى للشك إلا التردد بين الجهتين». شرح العمدة (1/ 89).

والدليل واضح في تحريم الصوم في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة»، وقوله عليه السلام: «فأكملوا عدة شعبان»، ومن جهة التعليل كذلك، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عبادة الصوم: «فإنها عبادة يتيقن دخول وقتها، فلم تفعل في وقت الشك» شرح العمدة (1/ 90)، وهذا ابن قدامة رحمه الله في المغني (3/ 4) لما ساق قول القاسم بن محمد في عدم كراهة صوم يوم الشك، قال: «واتباع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى».

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:25 م]ـ

يتبع ....

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[31 - 08 - 08, 02:47 ص]ـ

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له». رواه أحمد وأبو داود والنسائي ورجح البخاري وابوحاتم الرازي رحمهما الله وقفه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير