2 - مخالفة أهل الكتاب، فقد روي مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصل مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.
4 - التقوى بالسحور على الصيام
5 - الزيادة في النشاط
6 - التسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الاجابة.
7 - تدارك نية الصوم لمن اغفلها قبل ان ينام ويستحب تأخير السحور جداً، قال عمرو بن ميمون الاودي رحمه الله: كان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اسرع الناس، افطاراً وابطأهم سحوراً، رواه عبدالرزاق وصحح اسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ««4/ 199».
قال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله: «أحاديث تعجيل الافطار وتأخير السحور صحاح متواترة».
وأما سنة النبي صلى الله عليه وسلم في وقت تأخير السحور فقد روى مسلم في صحيحه عن انس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت: كم كان قدر مابينهما؟ قال: خمسين آية.
8 - وعن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا افطر احدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور». رواه احمد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم.
فهذا الحديث فيه دليل على استحباب الفطر على تمر والمراد به جنس التمر عموما، وجاء في حديث آخر مفصلا أن يبدأ بالرطب فإن لم يكن فعلى تمر، فإن لم يكن فعلى ماء.
فقد روى احمد في مسنده وأبو داود والترمذي باسناد حسن عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم يكن تميرات حسا حسوات من ماء.
وكما ان في الفطر على رطب موافقة السنة فهو أيضا عون على إزالة مافي المعدة من المرة المتصاعدة اليها من الصوم، وهو بالرطب والتمر ابلغ لحلاوتهما، وبالفطر بالرطب وبعده بالماء أو بالماء إذا عدم الرطب يحصل ترطيب الكبد، الذي حصل لها نوع يبس بالصيام، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده «خصوصيات الصيام لابن حجر الهيتمي».
فالحاصل ان تعجيل الفطر وتأخير السحور من اسباب الخير لهذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، ومخالفة السنة بتأخير الفطر وتعجيل السحور من اسباب نقص الخير وقلة البركة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «من البدع المنكرة ما احدث في هذا الزمان من ايقاع الاذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، واطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن احدثه انه للاحتياط في العبادة ولايعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى ان صاروا لايؤذنون الا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان».
فتح الباري «4/ 199».
9 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقال رجل من المسلمين فإنك يارسول الله تواصل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيكم مثلي؟ إني ابيت يطعمني ربي ويسقيني، فلما أبوا ان ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يوما، ثم يوما، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا» متفق عليه.
النهي عن الوصال قيل للتحريم لظاهر النهي، ومبالغة النبي صلى الله عليه وسلم في منع من واصل، ولما رواه البخاري من حديث عمر رضي الله عنهما مرفوعا: «إذا اقبل الليل من ههنا وادبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم»، فلم يجعل الليل محلاً للصيام بل جعله محلا للفطر، فالصوم فيه مخالفة لوضعه كوقت للفطر.
وقيل ان النهي للتنزيه لان النهي انما ورد مخافة الضعف وهو أمر غير محقق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم واصل بأصحابه بعد النهي فلو كان للتحريم لما اقرهم على فعله، فعُلم انه أراد بالنهي الرحمة لهم والتخفيف عنهم، ولما رواه البزار والطبراني في الكبير عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نواصل وليست بالعزيمة، وأجيب بأن قولهم «رحمة لهم» لايمنع التحريم فإن من رحمته بهم ان حرمه عليهم، وأما مواصلته بهم بعد نهيه، فلم يكن تقريراً بل تقريعا وتنكيلا فاحتمل منهم ذلك لأجل مصلحة النهي في
¥