تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«لم أسمع أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من التابعين بالمدينة أمر أحدا قط يصوم عن أحد ولا يصلي أحد عن أحد، وإنما يفعل ذلك كل إنسان لنفسه ولا يتأدى عن أحد»

واحتج الحنفية بآثار عن الصحابة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: «لا يصوم أحد عن أحد» رواه النسائي في السنن الكبرى، وعن عائشة رضي الله عنها: «لا تصوموا عن موتاكم وأطعموا عنهم»، رواه البيهقي.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح «4/ 194»، «الآثار المذكورة عن عائشة وابن عباس فيها مقال»، وهذا يخالف تصحيحه لأثر ابن عباس رضي الله عنهما في التلخيص الحبير «2/ 209».

وقال ابن القيم رحمه الله: «تحمل على الفرض دون النفل»، تهذيب السنن.

الثالث: يصام عن الميت في النذر دون الفرض، وهذا مذهب الليث وأحمد وإسحاق، حملا للعموم في حديث عائشة على المقيد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما المتفق عليه: «ان امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفأقضيه عنها؟ قال: نعم، فدين الله أحق أن يقضى».

قال ابن القيم رحمه الله: «وهو مقتضى القياس والدليل، لأن النذر ليس واجباً بأصل الشرع وإنما أوجبه العبد على نفسه فصار بمنزلة الدين الذي استدانه، ولهذا شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالدين في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والمسؤول عنه فيه: أنه كان صوم نذر، والدين تدخله النيابة، وأما الصوم الذي فرضه الله عليه ابتداء فهو أحد أركان الإسلام فلا يدخله النيابة بحال كما لا يدخل الصلاة والشهادتين فإن المقصود منها طاعة العبد نفسه»، تهذيب السنن «3/ 282»، وشيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله يرى أن حمل «الصوم» في الحديث على صيام النذر ليس بسديد من جهة الصناعة الأصولية، لأن هذا من حمل العام على صورة نادرة، وهذا تعطيل لدلالة العام، حيث جاء في الحديث: «صوم» نكرة في سياق الشرط فتعم، وصوم النذر بالنسبة لصوم الفرض قليل، فكيف نرفع دلالة الحديث على ما هو غالب، ونحملها على ما هو نادر، فالأدلة إنما تحمل على الغالب» الشرح الممتع «6/ 456».

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[31 - 08 - 08, 02:51 ص]ـ

يتبع ....

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 09 - 08, 02:51 ص]ـ

باب في قيام رمضان

24 - عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». متفق عليه.

هنا الحديث فيه بيان فضل قيام رمضان، وانه سبب لتكفير الذنوب، وهذا إنما يصدق على من قام الشهر كله.

وفي قوله «إيمانا واحتسابا» تنبيه على شرط الاخلاص لله عز وجل، لانها تصلى في جماعة خلافا للمعهود من قيام الليل في غير رمضان، حيث يناجي العبد ربه خلوة في غير جماعة.

25 - وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع اكثر منهم فصلوا بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: «أما بعد فإنه لم يخف عليَّ مكانكم ولكني خشيت ان تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك». متفق عليه.

هذا الحديث فيه بيان ان أصل مشروعية قيام الليل في رمضان جماعة ثابت بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية، وان النبي صلى الله عليه وسلم تركه جماعة خشية ان يفرض على الناس، لأن زمانه صلى الله عليه وسلم كان قابلا للنسخ، فلما استقر الشرع بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع الصحابة على قيام الليل جماعة في رمضان، وتوارث المسلمون هذه السنة، ومازالوا قائمين بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير