تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمرأة تكون فقيهه تتحرى صيام الأيام التي يصومها زوجها، حتى لا يفوت الزوج حتى الاستمتاع، وتكون بذلك قد تعاونت مع زوجها على البر والتقوى.

وان لم يكن الزوج من أهل الصيام فليدع زوجه تصوم بعض الأيام لتحقق مقاصد الشريعة في هذه العبادة العظيمة، قال رجل لحماد بن سلمة رحمه الله: «الرجل يحبب إليه الصلاة، وآخر يحبب اليه الجهاد، وعدّدّ خصالا من خصال الخير، فقال: هذه كلها طرق إلى الله أحب ان تعمر». مكارم الاخلاق «3/ 436 – رقم 45» موسوعة ابن الدنيا.

-4 باب في الأيام المنهي عنها

33 - عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم النحر». متفق عليه.

يحرم صوم العيدين عيد الفطر وعيد الاضحى للنهي في هذا الحديث، وهذا مما اجمع عليه المسلمون، قال ابن المنذر رحمه الله «وأجمع اهل العلم على ان صوم هذين اليومين: يوم الفطر، ويوم الاضحى، منهي عنه». الاجماع ص 60.

وتحدث العلماء كذلك في معنى النهي، فقال ابو العباس القرطبي رحمه الله: «وقول عمر رضي الله عنه: يوم فطركم من صيامكم، ويوم تأكلون فيه نسككم، تنبيه على الحكمة التي لأجلها حرم صوم هذين اليومين. اما يوم الفطر: فيتحقق به انقضاء زمان مشروعية الصوم، ويوم النحر: فيه دعوة الله التي دعا عباده اليها من تضييفه، واكرامه لأهل منى وغيرهم، بما شرع لهم من ذبح النسك والأكل منها، فمن يصوم هذا اليوم فإنه رد على الله كرامته». المفهم «3/ 198».

والنهي عن صوم يوم عيد الفطر والاضحى شامل لأنواع الصوم كله سواء النذر او القضاء او قصد التنفل، ومن صامه فإنه لا ينعقد صيامه لأن النهي يقتضي الفساد إذا كان لذات المنهي عنه أو وصف فيه.

وصيام يوم العيد حرام ايضا من جهة مفارقة جماعة المسلمين فإنه يجب على المسلم مشاركة جماعة المسلمين عيدهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم «صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون».

34 - وعن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله» رواه مسلم.

قال المازري: «وقع في نسخة ابن ماهان «نبيشة الهذلية» بهاء التأنيث في الهذلية وهذا وهم، ونبيشة اسم رجل معروف من الصحابة وهو ابن عم سلمة بن المحبق الهذلي» المعلم «2/ 39».

35 - وعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: «لم يرخص في أيام التشريق ان يصمن إلا لمن لم يجد الهدى». رواه البخاري.

هذا الحديثان في بيان حكم صيام ايام التشريق، وسميت ايام التشريق بهذا الاسم لان لحوم الاضاحي تشرق فيها اي تنشر في الشمس، وقيل لأن الهدي لا ينحر حتى تشرق الشمس، وقيل لأن صلاة العيد تقع عند شروق الشمس، وقيل التشريق التكبير دبر كل صلاة.

اما حكمها فقد ذهب ابو حنيفة رحمه الله الى منع صيام ايام منى مطلقا بقوله عليه السلام عنها «أيام أكل وشرب»، وبما ورد في نهيه عليه السلام عن صيام ايام منى، وخالفه مالك وأجاز للمتمتع الذي لا يجد الهدي صيامها لقوله تعالى «فصيام ثلاثة أيام في الحج»، وهذه الآية نزلت يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة، وشرط في القرآن ان تكون هذه الثلاثة الأيام في الحج، فإذا صام التاسع وافطر العاشر للنهي عن صومه لم يبق لها محل في الحج إلا أيام التشريق.

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: «هذه الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بإفطارها وينهى عن صيامها». رواه ابو داود، وقال النووي «اسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم». شرح المهذب «6/ 442».

فإن قلت انه قد ورد عن ابن الزبير وابن عمر وابي طلحة رضي الله عنهم انهم كانوا يصومون ايام التشريق، فالجواب كما قال ابن قدامة رحمه الله: «الظاهر ان هؤلاء لم يبلغهم نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صيامها، ولو بلغهم لم يعدوه الى غيره». المغني «4/ 426».

36 - عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا ان يكون في صوم يصومه احدكم». رواه مسلم.

هذا الحديث وما في معناه دال على النهي عن قصد صوم يوم الجمعة منفرداً وعلة النهي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير